Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هل نجحت العملية ؟

قبل بدء إجازة منتصف الفصل الدراسي الأول الحالية أعلنت وزارة التعليم استنفارها لإنعاش (الأسبوع الميت ) وهو الأسبوع الذي يسبق أي إجازة أو فترة امتحان وخصصت الوزارة لإنعاش هذا الأسبوع والقضاء على عادة ال

A A
قبل بدء إجازة منتصف الفصل الدراسي الأول الحالية أعلنت وزارة التعليم استنفارها لإنعاش (الأسبوع الميت ) وهو الأسبوع الذي يسبق أي إجازة أو فترة امتحان وخصصت الوزارة لإنعاش هذا الأسبوع والقضاء على عادة الغياب الجماعي فيه خمس إدارات رئيسة وأكد وزيرالتعليم في تصريح له بأن نتائج الحضور والغياب ستتم بنهاية هذا الأسبوع وبكل شفافية وأشار بأنه قد تم وضع خطوات إجرائية لضبط الدوام، وتفعيل برنامج (نور) في تسجيل غياب الطلاب، وتشجيع المدارس على تطبيق نظام البصمة ، وتكثيف الزيارات الإشرافية على المدارس ، وتكريم المدارس المنضبطة ومحاسبة المقصرة .
تفاءل الكثير بمثل هذه الخطوات على أمل أن تنجح عملية إنعاش هذا الأسبوع وانتظرالجميع أثر تلك الإجراءات على وضع الحضور والغياب في المدارس كما انتظروا نهاية الأسبوع بفارغ الصبر ليستمعوا للنتائج وعلى الرغم من ورود العديد من الأخبار في كثير من وسائل الإعلام بأن نسب الغياب في معظم المدارس لازالت مرتفعة بشكل عام بل وإنها وصلت إلى 80 أو 90% في مدارس الطائف وتبوك وعسير إلا أن تغريدة معالي وزير التعليم والتي قال فيها ( أشكر كل من ساهم معنا في تحقيق معدلات عالية في الانضباط المدرسي خلال هذا الأسبوع .. وأتمنى للأسرة التربوية والطلاب والطالبات إجازة سعيدة .. ) كانت مفاجئة للبعض إذ إن الكثيرين كانوا يرغبون في معرفة ماهي تلك المعدلات العالية ؟ وأين كانت ؟ وما نسبتها ؟ وغيرها من التفاصيل التي تم الإشارة إليها خلال الاجتماع الذي عقد للتحضير لإنعاش هذا الأسبوع .
على الصعيد الشخصي كنت أحث أبنائي على الحضور وأرفض مبدأ الغياب مطلقاً ، ولكن أحد الأبناء أخبرني بأنه لايوجد في الفصل سوى طالبين فأكدت له ضرورة البقاء فأجاب وما فائدة البقاء إن كان المعلم لايقوم بشرح أي درس لأنه لايوجد طلاب ؟ إذ أصبح الحضورهو من أجل إثبات الحضور فقط وليس من أجل التعلم ، كما إن بعض الطلاب وفي ظل هذا التفلت يعمد إلى المشاجرات بل وأحياناً التفحيط أمام المدرسة وغيرها من السلوكيات السلبية .
الجدية والانضباط واحترام الوقت هي سلوكيات نحن في أمسِّ الحاجة اليها اليوم أكثر من أي وقت مضى ، ونحن في حاجة إليها بشكل أكبر في المدرسة فهي المكان الذي تتشكل فيه هوية وشخصيات الأجيال فإن عودناهم على احترام الأوقات التزموا بذلك في باقي شؤون حياتهم وإن عودناهم على التسيب والتفريط في أيام الدراسة كان التفريط فيما عداها من الأمور أيسر وأهون لهم وأصبحنا في حاجة لإنعاش حياتنا بأكملها وليس الأسبوع الميت وحده .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store