Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الانتخابات الأمريكية قبل وبعد!

خلال السنتين الماضيتين شاهد العالم أشرس حملة انتخابية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، تبادل المتنافسون في الجولتين ومن الحزبين أقسى عبارات الاتهامات والتحدي والقذف، استخدم دونالد ترامب المرشح الج

A A
خلال السنتين الماضيتين شاهد العالم أشرس حملة انتخابية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، تبادل المتنافسون في الجولتين ومن الحزبين أقسى عبارات الاتهامات والتحدي والقذف، استخدم دونالد ترامب المرشح الجمهوري كل ما لديه من وسائل للإطاحة بمنافسيه بداية بمرشحي حزبه وبعد فوزه بترشيح الحزب الجمهوري ركز على مرشحة الحزب الديموقراطي السيدة هيلاري كلينتون ابنة السياسة والقانون طيلة مشوار حياتها من ولاية «اوركنسو» عندما كان زوجها رئيساً لتلك الولاية وبعد فوزه في السباق على مقعد البيت الأبيض الجائزة الكبرى في السياسة الأمريكية حيث كانت هيلاري شريكَا فعالًا ،ولم تكن مجرد السيدة الأولى تكتفي بالأنشطة البروتوكولية كغيرها ممن سبقها في البيت الأبيض. انتخبت سنتور عن ولاية نيويورك وبعد خسارتها في انتخابات 2008م لصالح باراك أوباما أصبحت وزيرة للخارجية في إدارته.ورغم ذلك فإن الشعب الأمريكي لم يكن مستعداً لمنحها مقعد الرئاسة!
الرئيس المنتخب دونالد ترامب لم يدخر أي جهد في استثارة المهاجرين اللاتينيين الذين هددهم بالطرد وبناء جدار فاصل ليحد من تسللهم إلى أمريكا وكذلك المسلمين الذين يزعم أنهم يُصدِّرون الإرهاب لأمريكا ولا يخفي ممارساته الغريبة ضد النساء والسود والمهاجرين وغيرهم لأنه يدعي أن أمريكا مُختطفة وبرنامجه الانتخابي يركز على استعادتها ،وبهذا لامس وترًا حساسًا عند الأغلبية من الشعب الأمريكي. والرئيس أوباما وأعضاء بارزون من الحزب الجمهوري والاعلام لم يدخروا أي جهد للابتعاد عن ترامب المثير للجدل في سابقة لم تحدث من قبل في السياسة الأمريكية. ورغم كل ذلك فاز ترامب على هيلاري كلنتون وأصبح الرئيس المنتخب. في كلمته التي ألقاها بعد ضمان الأغلبية كان ترامب أكثر دبلوماسية وتواضعًا. شكر الخصوم وتعهد بأنه سيكون رئيسًا لكل أمريكا بكل فئاتها. وفيما يخص العالم أكد على أن تبادل المصالح هو الذي سيحدد التعامل مع شركاء أمريكا في المستقبل. بعد زيارته للرئيس اوباما في البيت الأبيض لترتيب عملية انتقال السلطة بدأ الإعلام والمراقبون في انحاء العالم يطرحون أسئلة جوهرية ،أهمها: من سيكون ترامب الرئيس! هل هو المرشح أثناء الانتخابات الذي بالغ في جميع أقواله والتزاماته إن أصبح رئيساً ؟ أو ترامب الرئيس المنتخب الذي أخذ يغير أقواله التي اوصلته الى الفوز على هيلاري كلنتون؟ وسيظل البحث والتقصي يلاحقه لفترة طويلة لأن الذي حصل غير مسبوق في السياسة الأمريكية.
حملات الانتخابات ونتائجها عبَّرت عن انقسام عميق وسخط واسع في داخل أمريكا وقدوم ترامب للبيت الأبيض قد يكون محطة مفصلية في السياسة الأمريكية محليًا وعالميًا. والمنتظر من رئيس مجلس إدارة ناجح في مجال المال والأعمال أن يأخذ في الحُسبان أن الحوار مع رؤساء الدول غير الحوار مع تجار العقار والصفقات التجارية، وأن لهجة القسوة التي أثبت خلال حملته الإنتخابية أنه يجيد مفرداتها بكفاءة عالية ينبغي أن يستبدلها بمفردات الدبلوماسية الناعمة وإلا أدخل أمريكا والعالم في مشاكل لا حصر لها خاصة وأن مفاتيح أسلحة الدمار الشامل ستكون في جيبه. وسيتضح مدى استعداد ترامب الرئيس المنتخب للتكيف مع المسؤوليات الجديدة خلال الفترة الانتقالية قبل تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية في يناير القادم بعد أن أنهى الناخب الأمريكي طموحات عائلة كلينتون وبدأت طموحات وتطلعات أسرة ترامب في السياسة الأمريكية ووضع إمكانية انتخاب امرأة للرئاسة على الرف الى أجل غير مسمى.
وآخر الكلام ،إن العالم العربي بكل مُعضلاته والتزاماته السابقة مع أمريكا خارج المشهد أثناء الانتخابات وبعدها!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store