حكاية العجوز الإنجليزي مع الرسوم البلدية!

* تقول الحكاية: إن أحد مَـن كانوا (مبتعثين) في لـنـدن عاد إليها بعد سنوات مِـن تَـخرجه؛ حيث أحضر معه هدية لـ (الدكتور الإنجليزي العجوز) الذي أشرف على رسالته العلميّـة، كانت (كمّية من السِـيْـجَــار الكوبي الفاخر)؛ وفي المطار أخبر الجمارك بأنها للاستخدام الشخصي؛ وبهذه الحجة سَـلِـم من رسوم جَـمْـرَكتها الكبيرة!
زار (المبتعث السابق) (أستاذه) وقدم له الهدية؛ فما كان منه إلا أن يتساءل باستغراب عن كيفية إدخالها والضرائب عليها غالية؛ فأخبر بما فَـعَــلَــه.
بعد يوم أو يومين تفاجأ (الطالب السابق) بمندوب من دائرة الجمارك البريطانية يطالبه (برسوم ذلك السِـيْـجَـار)؛ مع فَـرْض غرامة إضافية عليه لعدم كَـشْـفِـهِ لحقيقتها في المطار؛ وهنا أدرك بأنّ مَـن بَـلّـغَ عنه هـو (الدكتور)، فذهب إليه يُـعَـاتبه؛ فأجابه بـبـرود الشخصية الإنجليزية المعتاد: لـو سَـمَـحْـنَـا بالتهرب من الضرائب لما حظينا برواتبنا وبهذه الخدمات الرائعة التي نَـنـعَــمّ بها.!!
* هذه الحكاية تذكرتها ووزارة الشؤون البلدية والقروية تعلن الأسبوع الماضي قرارها بتطبيق رسوم جديدة أو مُـعَـدّلَــة على الخدمات تقدمها أماناتها وفروعها في مختلف المناطق والمحافظات.
* (الوزارة) أكدت بأن هدف تلك الرسوم الارتقاء بجودة الخدمات البلدية المقدمة للمواطنين؛ هـدف بلا شَـك سَـامٍ ونبيل سيصفق له (المواطن)، وسيؤيد رسومه بشرطين: أحدهما أن يرى على أرض الواقع خدمات مميزة، وسهولة وسرعة في تنفيذها وتقديمها؛ فتجربة المواطن فيما سبق تبدو سلبية مع الخدمات البلدية.
أما الثاني: أن لا يكون ذلك المواطن ضَـحِـيّــة لتلك الرسوم الجديدة؛ فالتجارب السابقة أثبتت بأنه وحده (مَــن يدفع الـثّـمَـن) عند زيادة أيِّ رسوم أو أسعار؛ فالتاجر أو المستثمر دائماً وأبداً يُـصِـرّ على هَـامِـش أرباحه المرتفع!
* فهل ستقوم الجهات الرقابية في وزارة التجارة وحماية المستهلك بحمايته؛ وذلك بتحديد نِـسـب أرباح عادلة، وبمتابعة جَـادة للأسواق المختلفة، ومقابلة أية تجاوزات فيها بعقوبات رادعة أهمها (التشهـيـر)؛ هذا ما ندعو إليه، ونتمناه حتى نُـدَافع عن تلك الرسوم؛ ولكن ليس كما فَـعَــل ذلك العجوز الإنجليزي!.