Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إلى اليمين انطلق ..

فشلت هيلاري كلينتون في الوصول الى رئاسة أميركا ، ولن تتاح لها فرصة ثانية لمحاولة ذلك .

A A
فشلت هيلاري كلينتون في الوصول الى رئاسة أميركا ، ولن تتاح لها فرصة ثانية لمحاولة ذلك . إلا أنها قد تدخل السجن ، كما توعدها دونالد ترمب في إحدى المناظرات التلفزيونية ، إذا لم ينقذها أوباما بعفو رئاسي على جرم لم تتم إدانتها به حتى الآن . وتجد هيلاري نفسها مدانة من قبل حزبها وبشكل خاص اليسار المتشدد بقيادة بيرني ساندرز لعدم تمكن الحزب الديمقراطي من السيطرة على الكونجرس أو أحد مجلسيه ، وعدم نجاح العديد من المرشحين لمقاعد مجلس الشيوخ أو النواب ، الذين يقول منتقدوها الآن أنه كان يمكن أن يتم لو أن ساندرز وجماعته من أقصى اليسار كانوا هم الذين قادوا الحملة للفوز بالبيت الأبيض والكونجرس . وهي في نفس الوقت تحت تهديد أعضاء الكونجرس وأنصار ترمب بتعيين مدعٍ عام خاص يحقق في قضية بريدها الإلكتروني وفتح لجنة تحقيق برلمانية خاصة جلسات لمحاسبتها ، وكل ذلك قد يؤدي الى إدانتها وإدخالها السجن .
ورغماً عن أن عدد الذين صوتوا لها كان أكبر من عدد الأصوات التي فاز بها ترمب إلا أن النظام الانتخابي الرئاسي تختلف حساباته . وبالإضافة الى ذلك فإن المنظومة السياسية الأميركية أكانت الإعلام أو الفن أو المال صوتت الى جانب كلينتون ، حتى أن نسبة اليهود الذين صوتوا لها كانت (71) بالمائة مقابل (24) بالمائة صوتوا لصالح ترمـب ، إلا أن قـــوى عديدة تضافـرت لإيصال المرشح ( الغوغائي ) الى سدة الرئاسة الأميركية انتقاماً من المؤسسة السياسية القائمة . ولإعادة توجيه السياسة الأميركية نحو اليمين ، ومنهم قوميون بيض ، وشباب غاضبون ، وفلاحون يعتقدون أن موسيقى الراب هي تهديد لطريقة حياتهم ، وخرج الريف الأميركي بكامله يصوت لترمب . حيث فقد الناس خارج المدن أعمالهم واضطر كثيرون منهم للهجرة خارج مناطقهم وولاياتهم . فالاقتصاد الأميركي تغير مع دخول التكنولوجيا ، وتضاءلت فرص الأعمال المتوسطة والصغيرة . وتقول دراسة لمركز أبحاث معهد ماكنزي العالمي أن عشرة بالمائة فقط من الشركات في العالم تحقق ثمانين بالمائة من أرباح الشركات ، حيث تمثل الشركات الضخمة العابرة للقارات التي يزيد دخلها السنوي عن بليون دولار ستين بالمائة من الدخل العالمي . وقد أدى ذلك الى تقليص فرص العمل للعديد من المواطنين الأميركيين خاصة الذين لا يحملون شــهـــادات جامعية ( صوَّت 67 بالمائة منهم لترمب مقابل 28 بالمائة فقط لهيلاري ) وكمثال فإن دخل أكبر ثلاث شركات في ديترويت عام 1995 كان (250) بليون دولار وكانت توظف مليوناً ومائتي ألف عامل . بينما أصبحت أكبر ثلاث شركات دخلاً عام 2014 في وادي السيليكون (شركات تكنولوجيا ) وحققت (247) بليون دولار ، إلا أنها توظف مائة وسبعة وثلاثين ألف عامل فحسب .
ومن المنتظر حدوث تغيير ملحوظ في السياسة الخارجية الأميركية خلال عهد ترمب ستكون تحولاً هاماً عما هي عليه في عهد أوباما . ويقارن البعض عهد أوباما بما حدث خلال فترة حكم الرئيس السابق جيمي كارتر ، وهو أيضاً من الحزب الديمقراطي ووصف بأنه كان رئيساً ضعيفاً . فخلال عهده خطف الإيرانيون الديبلوماسيين الأميركيين في طهران ودخل الاتحاد السوفييتي أفغانستان . وجاء بعده رونالد ريجان ، رئيساً من الحزب الجمهوري ، واستعاد الديبلوماسيين الأميركيين من إيران وأسقط الاتحاد السوفيتي .. فهل سيعيد ترمب هيبة أميركا ؟
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store