Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إذاعاتٌ بين خفّة الدم والعقل

في مِثْل هذه الأيام تقريبًا وقبل سِت سنوات كانت انطلاقة أرْبَع إذاعَاتٍ خاصة في أثير بلادنا انضمّت لاثنتَين سبقتها، والمتأمِّل بمسيرتها، وردود الأفعال حولها يخرج بما يأتي:

A A

في مِثْل هذه الأيام تقريبًا وقبل سِت سنوات كانت انطلاقة أرْبَع إذاعَاتٍ خاصة في أثير بلادنا انضمّت لاثنتَين سبقتها، والمتأمِّل بمسيرتها، وردود الأفعال حولها يخرج بما يأتي:
* تلك الإذاعات السِت الخاصة جاءت في إيقاعها مواكبة لروح العصر، وتخلَّصت من أَسْر البيروقراطية والتقليدية التي تتلبَّس بمحطَّات المِذياع الرسمي؛ لذا نجحت في جَذب طائفة كبيرة من المجتمع السعودي، لاسيما شَبابه الذين يُمثِّلون الشريحة الأكبر منه، وجَرّاء ذلك استأثرت بسوق الرِّعايات والإعلانات.
* عدد محدود من تلك المحطات الإذاعية برز في بَثّ صوتٍ معتدل ومُؤثِّر ومختلف في مناقشة القضايا المجتمعية والوطنيّة، مع التزامه بترفِيْهٍ منضبط؛ وهذا الأنموذج تُمثِّله باحترافية إذاعة (يو إف إم UFM)؛ فشكرًا لقياداتها والعاملين فيها.
* بينما هناك إذاعات في كثير من برامجها (وبحثًا عن المزيد من الجماهيرية، والفوز بكعكة الإعلان) خرجت عن جَادة المهنيّة، والرسالة الإعلامية الصادقة والفَاعِلَة؛ وتناست مناقشة قضايا الساعة وأحداثها وتَبِعَاتها، منحرفة نحو السطحيّة في المحتوى، كالتكريس لبرامج الأغاني والتسلية، وتفسير الأحلام، والتداوي بالأعشاب، والمسابقات التي تبيع الوهم، وكذا النقاشات السَّمِجَة التي لا طعم لها ولا لون، يُضاف لذلك الابتذال الممجوج في بعض الحوارات مع الجمهور؛ فهناك مذيعون لا يُفرِّقون بين خِفّة الدّم والعَقْل، فيكتفون -للأسف- بالثانية!
* وهنا، أنا مع استمرار الإذاعات الخاصة، بل ومنح تراخيص لغيرها لتخدم المناطق المختلفة؛ ولِتَزيد من مساحة شفافية الطرح، ولِتُثري الثقافة وتنوُّعها؛ ولكن على أن يكون ذلك وفق شروط وضوابط دقيقة وصارمة تضمن أن تتخذ تلك الإذاعات مسارات مهنية، من شأنها أن تخدم المجتمع بمختلف شرائحه، وأن تنطق بما يرفع من وَعْيه وثقافته، ويُعَزّز من لحمته الوطنيّة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store