Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

شجرة النبي!!

انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي فيديو لشجرة كبيرة تتوسّط أرضاً جرداء، وقد كست التجاعيد جذوعها كعلامة على عمرها الطويل، لكنها احتفظت بخُضرة أوراقها، فضلاً عن ظلالها الوارفة، وقيل إنها في الطائف، وأنها

A A
انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي فيديو لشجرة كبيرة تتوسّط أرضاً جرداء، وقد كست التجاعيد جذوعها كعلامة على عمرها الطويل، لكنها احتفظت بخُضرة أوراقها، فضلاً عن ظلالها الوارفة، وقيل إنها في الطائف، وأنها في المكان الذي استراح فيه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعد دعوته لأهل الطائف!.
ولأنّ الطائف مسقط رأسي، ولأنّي أعرف المكان الذي استراح فيه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كما أعرف أبنائي، وتنزّهْتُ فيه عشرات المرّات في طفولتي، وهو عند سفح جبل صغير بالقُرْب من بساتين عنب، وليس في أرض جرداء، وبُني فيه مسجد سُمِّي بـ»الكُوع»، لِمَا قيل إنّ أثراً لكُوع يد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد طُبِع على أحد صخوره بمعجزة إلهية، فإنّي أقول يقيناً: إنّ من صوّر الشجرة وزعم ما زعمه هو كذّاب، وأنّ كذبه حول الشجرة أقبح من كذبه عمّا سواها لأنّه حرّف في آثار السيرة النبوية!.
لكن لماذا كذب؟ لا أعلم، وأنا لا أعرفه ولم أستجوبه، لكنّي أعتقد أنّ لوْما ما يقع علينا كمجتمع، فقد أهملنا تطوير مواقع آثار السيرة النبوية باستثناء المسجد الحرام والمسجد النبوي، ولم نحرص حتى على توضيح مواقع بعضها الصحيحة للعامّة، بهدف تفادي حصول البِدَع فيها من قبل الجهلاء، وهذا هدف حسن، لكن كان بإمكاننا تطوير المواقع لازدهار السياحة الدينية مع تفادي البِدَع بالتوعية الحسنة، وهذا هو الهدف الأحسن، وهاهم بعض الكذّابين كعاقبة لذلك يستغلّون الظواهر الطبيعية غير العادية لأغراضهم، وينسبونها لآثار السيرة النبوية!.
هذه مناسبة أخرى أستغلّها لدعوة إمارات المناطق وهيئة السياحة للتعريف وتطوير كلّ مواقع آثار السيرة النبوية حقّ التطوير، فهي كنز تاريخي وسياحي لا يُقدّر بثمن، ويمكن الدعوة فيها للعقيدة السليمة بما فيها من قصص وعبر!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store