لماذا ؟؟!!

• بالأمس اختارت شركة جنرال اليكتريك المهندس محمد إبراهيم أيوب ليكون رئيساً تنفيذيا لمشاريع الطاقة بالمملكة، ومنحته كل ما يريد من راتب ومزايا ضخمة، هي اختارته ليس لأنه من قبيلة كبيرة ولا من عائلة مشهورة، بل اختارته من أجل عقله ونجاحاته التي حققها في إدارة مشروعات كهرباء الغربية والجنوبية لأكثر من 25 عاماً، والتي عمل فيها كمهندس، ومن ثم أخذ في الصعود، ليصل في النهاية إلى إدارة شركة بحجم شركة جنرال اليكتريك، وكوني أحد أبناء فرسان أعرف جيداً كيف كانت حياته ووالده يرحمه الله، والذي كان فقيراً يتعب من أجل لقمة عيش كريمة، وكانت تشاركه الحياة بكل مرارتها زوجته (أم محمد) يحفظها الله لتصل في النهاية بابنها إلى نجاحٍ لافت يليق بالشكر والثناء..!!!
• أنا هنا قدَّمت مثالاً واحداً لعقلٍ سعودي وما أكثرها في بلدنا، لكن المؤسف أن هناك بعض الفارغين يعيشون العمى، هُم مَن يُفرِّطون في عقولٍ وطنية، ويدفعون للأجنبي الكثير، والذي أجزم وأقسم أن بلده لن تتخلَّى عنه، ولو وجدت فيه ما ينفع لما تركته لنا، لكن مشكلتنا هي في عقدة الأجنبي، وسوء تقدير عقول أبنائنا ومحاربتها بشراسة بهدف التطفيش والتعقيد، بينما الفائدة في استغلال عقولهم هي أكبر وأجمل، وحسبنا أن نرى شركاتٍ ضخمة تتخطَّفهم، بينما نحن نقتلهم بعمد، ونُسلِّط عليهم مَن لا يفقه شيئاً سوى لغة الأمر والانتقام!! والسؤال: متى يا تُرى نصنع من أجل هذا الوطن شيئاً ينفعه، ومن خلال لجان تُقرر وتختار للمهمات القيادية عقولا وطنية مبدعة همّها الإخلاص لله، ثم لهذه الأرض، والتي من حقها عليهم أن يخلصوا لها ويكونون معها لا ضدها..!!!
• (خاتمة الهمزة).. لو سألتم عن المهندس أحمد جزار، والذي كان يعمل في الخطوط السعودية، واختارته شركة بوينج ليُدير الشركة في المملكة وإفريقيا، وكذلك المهندس علي ملعاط، والذي اختارته شركة إيرباص ليُديرها في الشرق الأوسط، لعلمتم أن ما تقدَّم هو مُجرَّد نماذج صغيرة لعقولٍ وجدت مَن يُقدِّرها، فغادرتنا إلى عالم النجاح.. ترى مَن يجيبني لماذا غادرت؟! وكيف غادرت؟!.. وهي خاتمتي ودمتم.