Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ترامب وكارتر ينتصران على التوقعات

وفاز «ترامب» برئاسة أقوى دولة في العالم وسط ذهول الكثير من المحللين الذين كانوا يراهنون على سقوطه ونجاح المرشحة «هيلاري كلنتون»، وكانت الدهشة التي أصابت أغلب الأمريكيين والدول المتحالفة مع الولايات ال

A A
وفاز «ترامب» برئاسة أقوى دولة في العالم وسط ذهول الكثير من المحللين الذين كانوا يراهنون على سقوطه ونجاح المرشحة «هيلاري كلنتون»، وكانت الدهشة التي أصابت أغلب الأمريكيين والدول المتحالفة مع الولايات المتحدة، الأمر الذي دعا الرئيس الأمريكي «أوباما» إلى طمأنة حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا بأن الرئيس المنتخب «ترامب» سيحترم تحالفات أمريكا الدولية عندما يتولى مقاليد الحكم.
وبهذه المناسبة، تذكَّرتُ السقطة التي وقعنا فيها عام 1980 في صحيفة عكاظ، حينما أعطينا ثقتنا آراء المحللين التي كانت تردنا في ذلك الوقت من وكالات الأنباء العالمية (رويترز، يونايتدبرس، الأسوشيتدبرس) وغيرها من الوكالات التي كانت كلها تُجمع على فوز الرئيس الأمريكي السابع والثلاثين «كارتر» من الحزب الديموقراطي بولاية ثانية ضد منافسه «رونالد ريجان»، وظهرنا باستهلال كبير على ثمانية أعمدة في الصفحة الأولى، مفاده (كارتر رئيسًا للولايات المتحدة)، لكن النتيجة جاءت مخالفة لما ذهبنا إليه، حيث فاز الرئيس «ريجان» على الرئيس «كارتر» بأغلبية ساحقة! كان رئيس تحرير الصحيفة حينذاك هو الأستاذ المرحوم -بإذن الله- رضا لاري، ولا أعرف ما إذا كانت الطبعة قد أخذت طريقها للأسواق أم تم إيقافها وإتلافها.
كان هناك اجتماع -ليلتها- مُصغَّر، لاتخاذ ذلك القرار، والوقت متأخر جدا، والشمس توشك أن تطلع، ولا توجد وسيلة يُعتمد عليها سوى ما تبثه تلك الوكالات باللغة الإنجليزية، ولابد من ظهور الصحيفة، فجاء ذلك الاجتهاد الذي استحسنه ووافق عليه الجميع، فالدلائل كلها تشير إلى فوز الرئيس كارتر بولاية ثانية.
كان ذلك القرار مبنيًا على عوامل عدة، رأينا أنها تصب في صالح استمرار الرئيس كارتر لفترة ثانية، منها نجاحه في ترتيب لقاء القمة الذي تم بين الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن عام 1979، وتوقيع اتفاقية السلام بين الطرفين في كامب ديفيد، ونجاحه أيضًا في توقيع اتفاقية للحد من الأسلحة الاستراتيجية مع الرئيس السوفيتي آنذاك «لونيد بريجنيف»، وهي معاهدة خفض عدد الأسلحة النووية التي تنتجها كل دولة، بالإضافة إلى نجاحه في التغلب على مشكلة (قناة بنما)، حيث وافق على منح «بنما» إمكانية السيطرة على القناة التي كانت محل نزاع، وأمور أخرى رأينا أنها تصبُّ في طريق بقائه كرئيس لفترة ثانية، لكن كان للأمريكيين رأي يُخالف كل التوقعات والاجتهادات التي بُنيت على استطلاعات الرأي ورؤى المحللين وكُتَّاب الزوايا في الصحف والمجلات الأمريكية.
وهذا ما حصل الآن في مسألة فوز الرئيس «ترامب» الذي كان مستبعدًا تمامًا، حتى من أعضاء حزبه الذين نصحوه بالانسحاب في وقتٍ مبكر من بداية الحملة، وتوقَّعوا هزيمته، وما حصل هو خروج المرشحة «هيلاري كلنتون» صاحبة الخبرة، والتي تتفوَّق على منافسها في مجال العمل السياسي، ونجاح «ترامب» الذي اجتمعت معظم وسائل الإعلام الأمريكية على عدم خبرته السياسية.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store