Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رسالة من عرض البحر

خبر عاجل ...
غرق سفينة تحمل ثمانمائة مهاجر من جنسيات مختلفة أغلبهم من المسلمين .
الخبر غير العاجل ..
العثور على رسالة خطَّتْها إحداهنَّ لوالدتها جاء فيها :
أمي :

A A
خبر عاجل ...
غرق سفينة تحمل ثمانمائة مهاجر من جنسيات مختلفة أغلبهم من المسلمين .
الخبر غير العاجل ..
العثور على رسالة خطَّتْها إحداهنَّ لوالدتها جاء فيها :
أمي :
نحن وحيدون هنا في عرض البحر .. وليس ثمة أمل في النجاة
وحيدون إلا من شبح الموت الذي ينتظر الفرصة المواتية لينقضَّ علينا جميعاً .
نحن هنا مختلفون في اللون والدين والمذهب
لكن على ما يبدو أن الموت يا أمي لا يفرق بين أسود و أبيض، بين مسلم ومسيحي ، بين سني وشيعي
كم أتمنى لو أن المسلمين يراقبوننا الآن فقط ليعرفوا
أن العاصفة حين تهب لن تسأل أحداً عن انتمائه
وليدركوا أننا جميعاً في مركب واحد فإما ..
أن ننجو معاً ، أو نموت معاً .
على الشاطئ هناك وقبل أن نبحر أخذ التجار منا كل أموالنا
تماماً كما يفعل أرباب الحروب ،حين يقبضون ثمن موتنا قبل أن يزجوا بنا في أتون العاصفة .
مشكلتي يا أمي مثل بقية العرب والمسلمين الذين معي هنا في السفينة أننا صدَّقنا الغرباء ..
وعدونا بمستقبل زاهر على الضفة الأخرى
قبل أن نكتشف خدعتهم لكن بعد فوات الأوان ..
هم لن يهتموا بغرقنا الآن
سيتحدثون عنا قليلاً ويبدون أسفهم ثم سرعان ما يجدون غيرنا
ليبيعوه ذات الوهم .. وذات السراب .
أمي :
لا تصدقي غداً منظمات حقوق الإنسان وهيئات الإغاثة
هم سيطلقون الخطب الكاذبة عن إنسانيتهم
وفي ختام مؤتمراتهم لابد وأنهم سيتناولون السمك على الغداء
ولربما سيكون هو ذات السمك الذي سيأكل جثثنا في بطن المحيط !
أمي :
أنا آسفة جداً لأنني سأموت ..
وآسفة جداً لأنني لن أستطيع إرسال النقود لكِ لتنفقيها على إخوتي
قبِّليهم عني وعلِّميهم أن يحبوا أوطانهم ، وأن يحبوا إخوتهم في الوطن
قولي لهم لا تصدِّقوا أن هناك مستقبلاً لنا خارج بلادنا .
المهم .. إني أحبكم ..ولطالما أحببتكم كثيراً .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store