Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

احتقار المهن.. ومستقبلنا!

يعد واحد من أهم أسباب مشكلات توطين الوظائف وتنمية المنشآت الصغيرة، عادات تمثَّلت في احتقار المهن والحرف التي تُمثِّل قاعدة أساسية للصناعة والمقاولات..

A A

يعد واحد من أهم أسباب مشكلات توطين الوظائف وتنمية المنشآت الصغيرة، عادات تمثَّلت في احتقار المهن والحرف التي تُمثِّل قاعدة أساسية للصناعة والمقاولات.. واشتدت موجة الاحتقار لتعم في المجتمع بكل أطيافه، وأصبح همّ الأسرة الأساسي هو تعليم أبنائهم الجامعي مهما كان التخصص وقدرته على التوظيف، المهم هو البُعد عن الحرفية والحرفيين، ونستثني طبعاً ما تحصَّل منها الفرد على شهادة جامعية كالمحاماة والمحاسبة والهندسة.
والنظرة الدونية لمن يمتهن الحرف اليدوية واحتقار مَن يقوم بها، فتح مجالاً كبيراً لأن تُغطَّى هذه المهن من الخارج، وأصبح أمان القائم بها إلى درجة رفع أجورهم بل وتتجاوز مَن يحصل على درجات جامعية ويتوظَّف في الشركات أو في القطاع الخاص. ولا تزال هذه المهن إلى يومنا هذا -بسبب ترسُّخ المعتقد هذا- تُواجه نوعًا من المحاربة لمَن يُمارسها من أبنائنا، وهي مفتاح العمل الخاص لمَن يرغب في الممارسة منهم، والتي أصبحت من نصيب الوافدين في بلادنا، مما يُؤثِّر على اقتصادنا وتركيبته سلباً، بحيث زاد عدد مَن لا يجد وظيفة من المواطنين بسبب التخصص والخلفية والرغبة في الممارسة.
هناك حاجة ماسة إلى أن يعود المجتمع إلى قِيَمه القديمة، والتي تُحتَرَم فيها الحرف التي مارسها أنبياء الله في الأرض، وبارك لهم الشرع وحثَّهم على العيش بكدهم.. ولعل الاستمرار في هذا النهج علاوة على أنه هادم ومُدمِّر للأمم، فلن يصلح معه اقتصادنا.
كثير من المهن والحِرف المُمَارَسَة، نجد هناك نوعًا من التعامل السلبي تجاه ممارسيها، في حين نجد أن المجتمع والاقتصاد في حاجة ماسة لممارستها، فهل نعقل ونتغيَّر؟.
لاشك أن الصدمة ستكون قوية، ومن المهم أن تساهم كل مؤسسات المجتمع المدني فيها، وخاصة التعليم والإعلام لتصحيح هذا الوضع القائم. وحبذا لو تُضاف إلى مناهج التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي حصص يومية لتعليم أبنائنا حرفًا بعينها، حتى يتفهَّم الجيل القادم أهميتها، ويعرف نوعية نشاطها. ولكي يمارس هذه الحرف أبناؤنا من خلال نظام التعليم، ليدركوا سخافة النظرة الدونية، وأهمية الحِرف للمجتمع والقيمة المُضافة التي تُقدَّم لاقتصادنا من خلال ممارسة هذه المهن.
يجب أن يعيَ مجتمعنا حجم الخطأ المُرْتَكَب من خلال النظرة الدونية واحتقار المهن، ولن يتم ذلك إلا من خلال حملات مستمرة إعلامية تُوضِّح أهمية ممارسة الحرف من قبل المجتمع في تطوير ودعم اقتصادنا، وحجم العوائد التي يُحقِّقها ممارسو هذه المهن ودرجة حيويتها للمجتمع، وأنها أساس مهم لبناء صناعة واقتصاد قوي، مع الربط مع مَن حولنا كالهند والصين وتركيا. علاوة على أنها كانت تُمارس من الأنبياء والصحابة رضوان الله عليهم، وهناك حثٌّ من الشرع على القيام بها، وإلا أَثِمْنَا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store