Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

البطل بسام جميلي

(طفلة بريئة) كانت تمشي في شوق لعُشِّ أُسْرَتها الدافئ، لم تكن تسير في منتصف الطريق، بل على رصيف كانت تعتقد أنه (ساحة أمان)؛ فجأة تصطادها فتحة خَزّان صَرْفٍ صِحّي زرعتها يَد الإهمال.

A A

(طفلة بريئة) كانت تمشي في شوق لعُشِّ أُسْرَتها الدافئ، لم تكن تسير في منتصف الطريق، بل على رصيف كانت تعتقد أنه (ساحة أمان)؛ فجأة تصطادها فتحة خَزّان صَرْفٍ صِحّي زرعتها يَد الإهمال.
تسقط في ذلك السِّجن العميق، في لحظات دنياها أظلمت وجَفّت، مع أنها في زهرة عمرها، صَرخت؛ فقد رأت الموت يدنو منها في ظلام تلك الحفرة (مع أنها بالتأكيد لا تعرفه).
صُدفة سعيدة صنعتها أقدار الله تعالى، فأحد شباب هذا الوطن يشاهد الموقف؛ حيث سارع دون تَردّد إلى رَمْي نفسه داخل بئر الموت تلك، مخاطرًا بحياته، غير مكترث بما تحتويه؛ يُمسك بالفتاة، ويَخْرُجُ بها بمساعدة بعض المَارّة.
تلك الحادثة وقعت الأسبوع الماضي في أحد أحياء عاصمتنا الرياض، وهنا وإن كنتُ أؤمن تمامًا بأنّ رابطة الدّين والوطن والإنسانية هِي المهمة والأهَم؛ لكن ذلك العمل البطولي الذي رسم تفاصيله ذلك الشاب (بَسَّام بن عبدالله) يجعلني أرفع رأسي وأفتخر بأنني أنتمي لقبيلة (الجميلي) التي ينتسب لها.
فشكرًا لك ابْن العَمّ (بسّام)، وأدعو الله عز وجل أن يجزل لك الأجر والمثوبة أنْ أنقذت روحًا طاهرة.
وأنا أعلم يقينًا بأن (البطل بَسّام) فَعَل ذلك بدافع العطاء والخير، الذي يجري في عروقه، وهو بذلك يَخُطّ فصْلًا من رواية طويلة كتبها شباب وطني في ميدان التطوع وخدمة المجتمع؛ بمبادرات إبداعية في مختلف الأزمات، وسيول محافظة جدّة وغيرها؛ فيها الكثير من الحكايات العظيمة والنبيلة.
فما أتمنَّاه وأرجوه أن تكون هناك هيئة أو لجنة ترعى تكريم أولئك الأبطال وفق عَمَلٍ مؤسّسِي منظَّم، بمساهمة من القطاعين الحكومي والخاص.
فتكريمهم حَقٌّ لهم؛ كما أنه يُحَفّز غيرهم على الاقتداء بهم؛ لتكون فضيلة التطوع، وبَذل النفس في الدفاع عن الغير وحمايتهم، ممارسة اجتماعية دائمة وفاعلَة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store