Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أذرع الفساد طويلة جدًا!

قالت المدينة (28 أكتوبر): إن شركة أرامكو السعودية اكتشفت فقط عام 2012م، بعد عملية تدقيق داخلي أن أحد موظفيها السابقين قد تورط في عملية رشوة تتعلق بشراء عدد من طائرات (إمبراير) البرازيلية، وحسب علمي فإ

A A
قالت المدينة (28 أكتوبر): إن شركة أرامكو السعودية اكتشفت فقط عام 2012م، بعد عملية تدقيق داخلي أن أحد موظفيها السابقين قد تورط في عملية رشوة تتعلق بشراء عدد من طائرات (إمبراير) البرازيلية، وحسب علمي فإن هذه الطائرات قد تم شراؤها لصالح أسطول الخطوط السعودية منذ أكثر من 20 عامًا أي في القرن الميلادي السابق.
شيء محير فعلاً لأن ثمة أسئلة هائمة عائمة لا أستطيع أن أجد مبررًا لإثارتها فضلاً عن الإجابة عليها، ومنها على سبيل المثال: ما علاقة موظف في أرامكو السعودية بالخطوط السعودية؟، وكيف توغَّل موظف في أرامكو السعودية في تفاصيل عقد شراء طائرات للخطوط السعودية؟، ولو كانت الطائرات (موضع الرشوة) أمريكية، لربما هُضم الأمر مع شيء من الكولا، أما والطائرات برازيلية منافسة، فالحيرة تتلبَّسني من أعلى إلى أسفل! بالنسبة لي هذه مثل معلِّم في مدرسة ابتدائية في عرعر يتدخل في عملية شراء مُولِّدات لتوليد الطاقة في محطة كهربائية في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ.
لا تفسير إلا أصابع أخطبوط الفساد الذي قد يتمدَّد من اتجاهٍ إلى اتجاه، ثم تُطوَى ملفّاته، وتضيع في أنفاق التكتُّم آثاره، طبعًا تغيب الآثار الظاهرة، لكن تظل أعباؤه على المجتمع ثقيلة، وعلى الوطن مكلفة مرهقة، فهو داء عضال لا ينقطع! ومثل هذه الحال هو مرآة للضرر الذي لحق بنا ولا يزال من هذا الفساد.
أعود إلى أرامكو السعودية وأسأل عن أسباب صمتها منذ العام 2012؟ ولو لم يظهر الخبر في وسائل إعلام غربية لاستمرّ الصمت إلى ما شاء الله! وحتى مع الإقرار المقتضب، لم تُخبرنا الشركة عن مصير موظّفها المرتشي؟ هل تُراه طليقًا يستمتع بالملايين التي حصدها من الشركة الراشية؟ أم هو سجين يتحمَّل أعباء جريمته الساقطة؟.
شخصيًا لا أرى نورًا في نهاية النفق ما لم تتم إنارة الطريق بأضواء التشهير بكل مُفسد، وعلى كل مستوى، إذ لا سبيل إلى ردع أخطبوط الفساد طالما ظل يعمل في الخفاء لا يراه أحد، ولا يتّعظ ببتر بعض أطرافه أحد.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store