Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ضيعنا التاريخ ..ونتجادل على العمامة

...لم تفلح الوسادة في احتباس الخيالات السارحة في رأس مواطن بسيط قرأ مئات التغريدات وربما أكثر منها من رسائل الواتساب ..!!
«1»

A A
...لم تفلح الوسادة في احتباس الخيالات السارحة في رأس مواطن بسيط قرأ مئات التغريدات وربما أكثر منها من رسائل الواتساب ..!!
«1»
..الجماعة ( يتهاوشون )على التوثيق الرياضي وخصخصة الأندية وانتخابات اتحاد القدم..
وتخيلت - النوايا - وهي تتعارك على الطاولات - وربما - لاحقاً على رؤوس المشاعيب وأرصفة الشوارع
اذا ما انتقل كل هذا الصراخ إليها ..!!
«2»
..حاولت أن أهرب بعيداًعن كل هذا الضجيج .
استوقفني برنامج وثائقي يتحدث عن بعض مدن الأناضول .
مدن قديمة ذات تراث ثري جداً يمتد عبر التاريخ..
اللافت ليس هنا ولكن في الجهود الضخمة التي تقوم بها الدولة من أجل الحفاظ على هذا التراث كما هو ..!!
«3»
.. جندوا عشرات الخبراء ومئات المهندسين والمصممين والفنانين وأقاموا العديد من دور الهندسة والأبحاث.
كل ذلك من أجل استجلاء وجوه مدنهم القديمة مع الحفاظ على هويتها التراثية ..!!
«4»
.. ولقد نجحوا ..
فأنت تشاهد الأحياء ذات الحضارة الأناضولية ببيوتها المتراصة ورواشينها وواجهاتها ودواوينها ونقوشها وأزقتها المرصوفة الضيقة ..
بل ونجحوا حتى في الإبقاء على الحياة والبيئة..
حتى ليخيل إليك أنك ذهبت الى تاريخهم ،وليس تاريخهم هو الذي يصل إليك ..!!
«5»
.. وسرحت بعيداً أتذكرالزمن الجميل لأطهر بقاع الأرض .. مكة المكرمة ، بأحيائها القديمة، بأزقتها،ببيوتها ، برواشينها بعمدها،بمراكيزها ،بمعلميها، بنصباتها،بمواجيبها ،بطلعاتها ،بجبالها، بشعابها ،بكل ما فيها .!!
«6»
..تذكرت مكة القديمة ..وحين تتذكرها تخنقك العبرات وتجلدك عشرات الأسئلة ..!!
«7»
..استعدت ذاتي من جديد ووجدت الربع (يتخانقون) ولكن هذه المرة على ضياع الهوية في مهرجان الحارة المكية ..!
وودت لو أن بيدي أنا المشعاب..!!
«9»
..ياسادة ماذا بقي من الحارة المكية ؟ ،من ملامح أزقتها ؟، من واجهات بيوتها ؟ ،من تفاصيل حياتها ؟
لقد أضعنا فعلاً هويتها ولم يبقَ إلا رماد التراث، نتسوقه ونرقص عليه ومنه داخل المهرجانات ..!!
ولا أدري بماذا سنجيب أبناءنا حين يسألوننا يوماً..؟ أوكيف نقنع أحداً: بأن التاريخ مرّ من هنا ..؟!
«10»
.. ليتكم ياسادة تتحسسون أبصاركم وقلوبكم،
هل لازلتم أهل دراية بشعابها ..؟
«11»
.. وليت أمانة العاصمة شاهدت مثلي كيف يحافظ الأناضوليون على تراث مدنهم، فلعلها تهتدي إلى سبل أخرى تحافظ فيها على هوية وتراث الأحياء المكية بدلاً من التسوق به ..!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store