مستقبل التجارة في منصات الأعمال

التجارة الإلكترونية هي نشاط اقتصادي يتم كلياً أو جزئياً من خلال تقنية الاتصال عن بعد باستخدام وسيط إلكتروني لتوفير سلعة أو خدمة ، والمنصات الإلكترونية هي تلك المنصات الموجودة على مواقع الإنترنت أو من خلال التطبيقات الإلكترونية والتي يمكن للتاجر من خلالها عرض سلعته أو تقديم خدماته أو بيعها ، وتشهد الدول العربية نمواً ملحوظاً على صعيد التجارة الإلكترونية بمبيعات تبلغ 15 مليار دولار سنوياً ، وتأتي في مقدمة هذه المبيعات تذاكر السفر والأجهزة الكهربائية والتي استحوذت على 40% من حجم التجارة الإلكترونية ، ومن أكبر التحديات التي تواجه هذه التجارة في العالم العربي هي مخاوف الاحتيال إذ إن 43% من العرب لايثقون في بوابات الدفع أما بالنسبة للتجارة المحلية فإنه إضافة إلى عدم موثوقية الإجراءات الأمنية وضعف المعايير التي تضمن حماية المستهلكين عند ممارستهم الشراء عبر الإنترنت فإن إرتفاع كلفة استخدام الإنترنت وكذلك وجود حد أدنى للمشتروات لضمان الحصول على الخدمة وارتفاع كلفة النقل والتوصيل تشكل أيضا عبئاً اقتصادياً..
في أمريكا أظهرت دراسة حديثة نشرت نتائجها في وسائل الإعلام مؤخراً بأن نحو ربع الأمريكيين جنوا أرباحاً مالية على منصات تجارية أو عبر تطبيقات إلكترونية العام الماضي ، وقد أشار معهد ( بيو ) أن نحو 8% من الأمريكيين حققوا مكاسب مالية من خلال عرض خدمات النقل المدفوع أو تسليم البضائع عبر تطبيقات إلكترونية في حين جنى 18% منهم أموالاً بفضل بيع بضائع عن طريق الإنترنت و1% عن طريق تأجير منازلهم على موقع إلكتروني وخلاصة التقرير كانت أن 24% من الأمريكيين كسبوا اموالا بفضل أحد هذه النشاطات على الأقل .
التجارة الإلكترونية منصة مهمة وعملية خصوصاً لأصحاب المشروعات الصغيرة والمبتدئين في تأسيس أعمالهم ، وهي الأسلوب الأمثل والذي يجب أن يهتم به شباب الأعمال بدلاً من الأسلوب التقليدي والذي يتضمن استئجار موقع وإصدار تراخيص بلدية للعمل ومصروفات تشغيلية باهظة لسداد فواتير الكهرباء ورواتب موظفين وغيرها من المصروفات الأخرى مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف التشغيل وبالتالي يهدد نجاح تلك الأعمال واستمرارها ، في حين تتميز التجارة الإلكترونية بعدم الحاجة لرأس مال كبير أو وجود موقع محدد أو مساحة معينة وتوفر مواقع تأسيس المتاجر الإلكترونية والتطبيقات وقلة المنافسة في الوقت الحالي والسرعة في الإنجاز.
كثير من المتاجر والمطاعم اليوم بدأت تقتنع بهذا المفهوم وأسست تطبيقات إلكترونية لتقديم خدماتها ومنتجاتها عليها فعلى من يريد أن يبدأ نشاطه أن يبدأ من حيث انتهى الآخرون ولاداعي أن يكرر الأخطاء التي وقع فيها من سبقه .