Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حزبية إمام.. تضمن 70 ألف وظيفة!

* قَـرية نائية اجتمع أهلها يوم الجمعة في مسجدهم بانتظار (الـخَـطِـيْـب) الذي يأتي عادة من المَـدينة الأقرب لهم؛ لكنه في ذاك اليوم تأخر عن موعده؛ وهنا وإنقاذاً للموقف اتجهت الأنظار صَـوب رجل يجلس في ال

A A
* قَـرية نائية اجتمع أهلها يوم الجمعة في مسجدهم بانتظار (الـخَـطِـيْـب) الذي يأتي عادة من المَـدينة الأقرب لهم؛ لكنه في ذاك اليوم تأخر عن موعده؛ وهنا وإنقاذاً للموقف اتجهت الأنظار صَـوب رجل يجلس في الـصّـف الأول، رَشّـحَــهُ لِـبْـسِـهُ للعباءة، وقراءَتُـهُ من المصحف؛ حيث طالبه المؤذن بالصعود للمنبر؛ وعندما حاول الاعتذار قُـدِّمَ له كتابٌ قديمٌ جُـمِـعَـتْ فيه نماذج لخُـطَــب الجُـمْـعةِ لسنة كاملة!
* وافق الـرّجُــل بعد وَابِـل من الإلحاح؛ حيث لجهلِـه فَـتَـحَ ذلك الكتاب بصورة عشوائية؛ ليبدأ وينهي خطبته بالتكبيرات؛ أما السبب؛ فلأن اختياره ونظره قَـد وقعا على خطبتي صلاة العيد.
* حكاية بسيطة لكنها تختصر المسافات لتؤكد على عدم الاهتمام بدور المسجد، وغياب فاعليته؛ أما السبب فعدم الدقة في اختيار الأئمة الأكفاء؛ فمنهم مَـن يتعامل مع المنبر وكأنه أحد أملاكه أو قنواته؛ حيث يستغله للتكريس لمنهجه الفكري، والهَـمْـز واللـمـز والتجريح والتخوين في حَـقّ مَـن يعارضونه في التوجهات، لأن مِـن منهجه إنْ لم تكن معي فأنتَ ضِــدي!
* وهناك طائفة من (الأئمة) غيابهم عن المساجـد التي تـحَــمّـلوا أمانة إمامتها أكثر من حضورهم فيها، فَــدورهم في الصلوات يقوم به بالنيابة أحد الوافدين؛ أما خُـطَـبُـهم المنبرية - إنْ التزموا بها - فهي بعيدة عن نبض المجتمع وحاجياته؛ لأنها عندهم قائمة على الروتينية، ومجرد أداء الواجب؛ فهي نـقْـــل وقَـصّ ولـصـق من مواقع الإنترنت.
* وهنا (مع التأكيد على فضيلة واجتهاد بعض الأئمة والخطباء)؛ إلا أنّ عِـظَــم رسالة المساجد في المجتمع، وانتشار مثل تلك الممارسات السلبية لبعض القائمين عليها تُـنَـاديان بِـأمرين: أحدهما الـدّقّـة في اختيار (الأئمة والخطباء) وفق ضوابط ومحَـدّدِات واضحة؛ فهم يمثلون القدوة للمجتمع في أفعالهم وأقوالهم وتعاملاتهم؛ وفي بعدهم عن الحِـزبِـيّـة، والطائفية، والتصنيفات الفكرية التي من شأنها أن تُـفَـتّـت المجتمع في وقت نحتاج فيه إلى تعزيز اللحمة الوطنيّـة.
* والآخَــر أن أن تكون (الإمامة) وظيفة رسميّـة يحظى بها مُـتَـفَــرّغُـون مؤهلون ومدربـون من خريجي الكليات الشرعية، يخضعون للمراقبة والعقوبات النظاميّـة عند التجاوزات؛ على أن يلتزموا بتفعيل دور المسجد في ميادين التوعية والتثقيف والتحصين في زمن يموج بالفتن، والتحديات التي يعيشها الوطن.
فهل تُـسَـارع وزارة الشؤون الإسلامية لتحريك هذا الملف الهَـام الذي سيضمن لشبابنا العاطل أكثر من (70 ألف وظيفة) وهو العدد التقريبي للمساجد في المملكة؟!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store