إديني عقلك..!!

مسلسلات وبرامج ليس من السهل إحصاء عددها تنتشر في قنواتنا الفضائية، ويعد أكثرها خصيصاً كل عام لشهر رمضان، وعلى رأسها برامج المقالب التي انتشرت بشكل واضح في السنوات الأخيرة، وهدفها الرئيس هو تسلية وإضحاك المشاهدين. فمن «زكية زكريا»، إلى «رامز يلعب بالنار»، إلى «حيلهم بينهم» .. وحتى «اديني عقلك» الذي يُعبر اسمه في رأيي، عن الهدف المشترك لكافة المسلسلات المماثلة إذ لا يجد المشاهد وقتاً لعمل آخر غير التفرغ لمشاهدة هذه البرامج وتمضية وقت فراغه، بل والتعدي على كل الأوقات المتاحة للتسمر أمام التلفاز لمتابعة مختلف البرامج والمسلسلات.
***
وإذا كان البعض قد اختار رهن عقله لشيوخ التطرف والإرهاب وما تحمله من أفكار عدوانية على الأمن والاستقرار، فإن البعض الآخر قد أعطى عقله لمتابعة مسلسلات لا تزرع فيه إلا الخواء الفكري والبلادة الفكرية .. والنتيجة واحدة سواء أعطى الفرد عقله لمن يزرع فيه الفكر التكفيري ليجعل منه أداة لتنفيذ المخططات الإجرامية من سفك للدماء البريئة والتخريب وتدمير كافة مظاهر الحياة الحضارية ، أو للخواء الفكري دون هدف إلا الضحك على كل شىء … ولا شىء.
***
وهكذا .. فبقدر حاجتنا للوقوف صفاً واحداً ضد التشدد ومحاربته، بسبب ما عانينا منه لفترة طويلة، بغض النظر عن أسماء ونجومية بعض الشيوخ أو الدعاة، نحن أيضاً أشد حاجة لمحاربة الهيافة والتفاهة التي أصبحت جزءاً رئيسياً من حياتنا . لذا لأولئك .. ولهؤلاء أقول ارحموا عقولكم ووجهوها إيجابياً فيما يخدم الوطن. أما الذين يصرون على المضي في طريق التفاهة .. أو الضلال أقول لهم: «إديني عقلك .. وامش حافياً»..!!

#نافذة:
[لا أبالغ إن قلت إن لصوص العقول أشد خطراً على الأمة من لصوص المنازل..]
د. يوسف خالد جنينة