جولة في عقول شباب العرب وقلوبهم

أصدرت شركة أصداء-بيرسون مارستيلر تقريرها السنوي الثامن عن حالة قلوب الشباب العربي وعقولهم في عام 2016 م وقدمت في التقرير نتائج دراسة أجرتها هذا العام شملت ثلاثة آلاف وخمسمائة شاب وشابة (بالتساوي) من ست عشرة دولة عربية من بينها دول مجلس التعاون الست، ممن تتراوح أعمارهم ما بين الثامنة عشرة والرابعة والعشرين عاماً.
تلخصت نتائج الدراسة في عشر نقاط، الأولى هي أن أكثر من ثلاثة أرباع الشباب العرب يرفضون «داعش» ويؤمنون بحتمية إخفاقها وهزيمتها، أما النتيجة الثانية فهي إن شح الوظائف وانعدام الفرص أمام الشباب يشكلان أهم وسائل الجذب إلى تيار داعش ودعاياتها، النتيجة الثالثة هي أن غالبية الشباب العربي يعتقدون أن العلاقات بين السنة والشيعة قد تدهورت في الخمسة الأعوام الماضية، والنتيجة الرابعة هي أن الشباب العربي ينظر بإيجابية إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها أقوى وأهم الحلفاء والأصدقاء لبلدانهم وأن الشباب العربي يعتبر إيران حليفاً قوياً لبلاده في ثلاثة بلدان فقط هي العراق ولبنان وفلسطين، النتيجة الخامسة هي أن الشباب العربي منقسم حيال نظرته نحو الاتفاق النووي الإيراني ونحو الأزمة السورية، أما النتيجة السادسة فهي أن غالبية الشباب العربي، وخاصة في منطقتي الخليج العربي وشمال إفريقيا، يرون أن الحفاظ على الاستقرار في بلادهم أهم من تحقيق الديمقراطية، ومع ذلك فإن أكثر من ثلثي الشباب العرب يشعرون بأهمية أن يسعى القادة إلى تحسين أوضاع الحريات الشخصية وحقوق الإنسان، وخاصة بالنسبة للنساء، وتشكل هذه النقطة النتيجة السابعة، وكانت نسبة المطالبة بذلك أعلى ما تكون بين الشباب السعوديين حيث وصلت إلى تسعين في المائة، النتيجة الثامنة وجدت أن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تمثلان أكثر البلاد العربية استقراراً وجاذبية للعيش فيها في حين تمثل الولايات المتحدة وألمانيا أكثر الدول الأجنبية جاذبية، النتيجة التاسعة هي أن قرابة ثلثي الشباب العرب يشعرون بالقلق لانخفاض أسعار البترول ومع ذلك فإنهم يتمسكون بأهمية استمرار الدعم الحكومي لأسعار الطاقة والكهرباء ومشتقات البترول مثل بنزين السيارات ووقود الديزل وغيرها، وأخيرا فإن النتيجة العاشرة هي أن التلفزيون والانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي هي المصادر الأساسية للأخبار والمعلومات لدى الشباب العربي.
هذه جولة سريعة في عقول الشباب العربي وقلوبهم، نتائجها تستحق التأمل والتدبر واستخلاص ما ينبغي أن يترتب عليها من قرارات وتوجهات.