الجبير والخارجية

بعد ترجل فارس الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل إلى رحمات الله، وهو المدرسة الحقيقية للدبلوماسية بالسعودية والوطن العربي ولكثير من دول العالم، في عمر قضاه متنقلا بين عواصم العالم حاملا أعباء وهموم الوطن العربي وقضاياه المشتركة، ونجح في ذلك بفضل من الله ورفع اسم المملكة عاليًا محققًا المكانة التي تستحقها إقليميًا ودوليًا ودورها الهام في الوطن العربي وللعالم أجمع، وهذه القامة الدبلوماسية كانت تدرك بأن العمل والجهود لابد من أن تستمر وتكمل من قبل أبناء هذا الوطن ومن صفات القائد الناجح أن يهيئ رجالا يكملوا ويتمموا ما بدأوا به، فكان عادل الجبير ذلك الرجل من التلاميذ النجباء التي أنجبتهم الخارجية السعودية علي يد الراحل الأمير سعود الفيصل.
معالي وزير الخارجية الذي لم يكن اختياره لهذا المنصب محل اختلاف أو انتظار لهذا القرار لأنه كان مستعدًا أن يقود هذا المنصب السياسي الهام والدقيق وخصوصًا في هذا الوقت والذي التحق به منذ عام 1987م وتدرج في عدة مناصب دبلوماسية حتى تم تعيينه مستشارًا في ديوان ولي العهد في عام 2000م ثم مستشارًا لخادم الحرمين الشريفين في عام 2005م ومنها عين سفيرًا للمملكة بالولايات المتحدة الأمريكية في 2007م وفي عام 2015م عين وزيرًا للخارجية السعودية.
الجبير.. وزيرًا أثبت حسن الاختيار من ولاة الأمر للجميع بأن السعودية دولة لها ثقلها ووزنها السياسي في مراحل التقلبات السياسية المحيطة وأكد على أن توفر المعلومة التاريخية والحقيقية والهدوء والصوت المعتدل دائمًا الرد المناسب والتصدي لكل من يحاول أن يشوه الحقائق ويزيفها، وشاهدنا ذلك في عدة مواقف ومؤتمرات صحفية لمعاليه حاولوا أن ينالوا من المملكة أو حتى منه شخصيًا إلا أنه بكل اتزان كان لهم بالرد الشافي بل وكان يلجمهم بكل هدوء وبعدة لغات نال معه إعجاب وتقدير الجميع محليًا ودوليًا.
الجبير.. نتمنى أن يتم تفعيل وتطوير دور سفاراتنا بالخارج والخدمات التي تقدمها بما يتناسب مع احتياج المواطنين والتواصل معهم عبر التطبيقات الذكية، وأخيرًا نسأل الله لك العون في مهامك ونتمنى لك التوفيق والنجاح الدائم.
#النجاح_استعداد_وفرصة