Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إيران الورقة التي احترقت...

عالم المصالح هو الذي يحكم العالم ومن يقُلْ أن الصداقة مع الدول العظمى زواج كاثوليكي، أي أن لا طلاق فيه على الإطلاق، فهو واهم.

A A
عالم المصالح هو الذي يحكم العالم ومن يقُلْ أن الصداقة مع الدول العظمى زواج كاثوليكي، أي أن لا طلاق فيه على الإطلاق، فهو واهم. سبق وأن أشرت لحكام إيران وغيرها من الأنظمة، في مقالات عديدة عبر جريدتنا الغراء المدينة ، أن من يعتقد أن الصداقات والتحالف والولاءات تدوم وتستمر مع دول استعمارية تبحث عن مصالحها في بلدان دول العالم الثالث فإنه أدخل بلده في مأزق بل أدخل نفسه كحاكم في ورطة ،وأن التخلص منه كورقة احترقت تصبح مسألة وقت ليس إلا. السياسة التي توجهها المصالح دائماً لا تقف مع الخونة لأوطانهم ولشعوبهم مهما قدموا للدول العظمى من تسهيلات ومقبِّلات ومسمِّنات ،فالتخلص منهم بأية طريقة كانت أمر حتمي. أحد المرشحين لوزارة الخارجية الأمريكية جون بولتون ، الذي شغل منصب مندوب أمريكا لدى الأمم المتحدة ، في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، قال «آن الأوان لتغيير نظام الحكم في إيران»؟! فالنظام الإيراني ممثلاً بالملالي والآيات في طهران وقم لم يتعظوا مما آل إليه الوضع لسلفهم شاه إيران الذي حكم إيران بالسافاك وهو نظام استخباراتي أمني قمعي صارم ومع ذلك قلب عليه الغرب بعد أن خدم مصالحهم في منطقتنا العربية.! عالم اليوم لا يعترف بالصداقة أو الزمالة والأكثر أهمية «الولاء» لأي قوة عظمى في العالم . مصدر قوة أي نظام في العالم يكمن في الاعتماد على شعبه يقوى بهم ويقوون به. من يحمي الأنظمة والحكام هم الشعوب وليس غيرهم. من يضع يده بيد شعبه لن يخذله شعبه ومن وضع يده بيد قوى عظمى فإن عمره قصير .هذه الحقيقة لا يعرفها حكام إيران ،ومن صفق للخميني بتصدير الثورات وإفراغ ميزانية شعب على نشر الفوضى في عالمنا العربي سوف يدفع الثمن لاحقاً. البلدان لا تحكم بالحرس الثوري الإيراني والبسيج والحشود الشعبية وأحزاب الشيطان في كل مكان. الشعوب لا تحكم بقطَّاع طرق ومجرمين قتلة ولصوص يرحِّلون مشاكل شعبهم إلى العراق وسوريا ولبنان واليمن حتى يتم إشغالهم عن تلك الأموال التي تصرف بمئات المليارات ونصف الشعب الإيراني -كما تشير التقارير- يقبع تحت خط الفقر. المرجعيات والحوزات الدينية ،والتي استنفدت مدخرات بل دخول البسطاء من الناس والسذج وغيرهم من خلال التبرعات والخُمس لن تجدي نفعاً عندما يكتشفون أن الملالي والآيات يقومون بجباية الأموال من أجل الثراء الفاحش وتجويع شعب بأكمله. حقبة ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب لا يمكن التكهن بها وإذا كان وزير خارجية مرشح يهدد بإسقاط الملالي والآيات في إيران فإن القادم سوف يكون أسوأ.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store