Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لمن أعتذر؟!

- يطرحُ السفيرُ الأستاذ أسامة نُقلي سؤالاً في صفحته في الفيس بوك، يقول فيه: «لو تذكَّرنا لوهلةٍ أنَّنا بشرٌ نُخطئُ ونُصيبُ.. ولسنا ملائكةً مُنزَّهين عن الخطأ.. لمَن نعتذرُ؟».

A A
- يطرحُ السفيرُ الأستاذ أسامة نُقلي سؤالاً في صفحته في الفيس بوك، يقول فيه: «لو تذكَّرنا لوهلةٍ أنَّنا بشرٌ نُخطئُ ونُصيبُ.. ولسنا ملائكةً مُنزَّهين عن الخطأ.. لمَن نعتذرُ؟».
وأستطيعُ أن أجيبه بدايةً، عن بعض خبرة اكتسبتُها من الممارسة والعُمر، بأنَّ أوَّل مَن يحتاج أن نعتذرَ له هو أنفسنا.. ليس فقط على تصرُّفٍ غير مناسب، بل وحتَّى على مجرَّد التفكير السلبيِّ الذي ربما نُمارسه دون وجه حقِّ تجاه الغير.
****
سؤال السفير «نُقلي» أعادني لمقالٍ عرضتُ فيه لحملة قام بها مذيعٌ بمحطة KTVU يُدعى (فرانك سومرفيل)، دعا فيها كلَُ فردٍ بمصارحةِ نفسه، والتبرُّؤ من النقاط السلبيَّة في تاريخه. وحكى كيف أنَّه شاهد ذات يوم سيِّدةً بيضاءَ تجلسُ في محطة انتظار الأوتوبيس مساءً، بينما رجلٌ أسود يرتدي ملابسَ رثَّة يتَّجهُ نحوها، فقرَّر في نفسه مراقبة الرجل؛ للتأكُّد من أنَّه لن يُؤذي تلك السيِّدة، وكيف غضب من نفسه، وأنَّبها بعد أن اتَّضح له أنَّ الرجلَ كان -ببساطة- أبًا، حيثُ تعلَّق بيده في تلك اللحظة ابنه الذي كان خلفه، «فالرجل لم يفعل أيَّ شيءٍ، لكنَّني اعتبرتُه مصدرَ خطرٍ لبشرته السوداء»!!
****
إنَّ خطأنا تجاه الغير قد ينساهُ هذا الغير، مع خضم الحياة، لكنَّ الشخص الوحيد الذي لا ينسى الخطأ -إذا كان صاحب ضمير مستيقظ- هو الفرد المُخطئ نفسه. فهو أوَّل مَن يُحاسب نفسه حتَّى تستقيم.. وبعدها ينطلقُ يطلبُ الصفحَ والسماح من الغير، حتَّى لو لم يكن في صورة اعتذار.. فاتِّصالك بشخصٍ أخطأت عليه يومًا ما، وتواصلك معه هو في حدِّ ذاته اعتذار.
فما أجدر أن يركن الفرد مِنَّا إلى داخله، ويسعى لتطهير نفسه، وحملها على معالي الأمور.
#نافذة:
(كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ).
حديث نبوي
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store