Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إدمان بلاستيكي خطير!!

طبقًا للحياة (14 أكتوبر) وعلى لسان السيد/ فارس الشدوخي من وزارة الطاقة والصناعة، فإن كمية استهلاك المملكة من البلاستيك تبلغ 3 ملايين طن في السنة من جميع أنواعه.

A A
طبقًا للحياة (14 أكتوبر) وعلى لسان السيد/ فارس الشدوخي من وزارة الطاقة والصناعة، فإن كمية استهلاك المملكة من البلاستيك تبلغ 3 ملايين طن في السنة من جميع أنواعه.
ولو كانت هذه الكمية من الماء فقط لاحتجنا خزانًا أبعاده 100م ×100م ×300م لتُحفظ فيه 3 ملايين طن من الماء، لكن البلاستيك أخف وزنًا، وفي المعدل لا تزيد كثافته عن نصف كثافة الماء، مما يعني أننا في حاجة لخزان يزيد عن ضعف خزان الماء أعلاه لحفظ هذه المادة البلاستيكية المهدرة، أي بأبعاد (100م×200م×300م) على الأقل، باختصار تحتاج أرضًا مستطيلة أبعادها (300م ×200م= 6000 مترا مربعا) لنحفر فيها حفرة بعمق 100م كي نحفظ فيها هذا البلاستيك مضغوطا مكبوسا بشدة.
ولو أُحرقت هذه الكمية في مدينة بحجم جدة، فإن حجم الضرر سيكون بالغًا، وربما مات مئات أو ألوف السكان.
عجب لحالنا إذ تعودنا أن نفلت الحبل على الغارب حتى تكبر المشكلة وتتفاقم العواقب وتسوء الحالة، ثم نبدأ في التفكير في كيفية حلها ومواجهتها! هذا الإدمان البلاستيكي الشديد لا يبشر بخير لبيئتنا التي تعاني أصلًا من مشكلات عميقة بسبب صنوف التلوث الصناعي والبشري الذي نمارسه في حقها.
خذوا مثلًا عبوات المياه البلاستيكية في المساجد والتي لا يكاد يخلو منها مسجد بحكم أنها (الموضة) العصرية للتبرعات والصدقات مع أن ثمة أبواب أخرى أشد حاجة للمال من مجرد مياه ما عهدنا تقديمها في المساجد طوال 14 قرنًا أو يزيد.
عدد مساجد المملكة يقارب 30 ألفا، ولو أن معدل استهلاك كل مسجد بلغ 100 عبوة فقط يوميًا لبلغ الرقم 3 مليون عبوة يوميًا، و90 مليون عبوة شهريًا وأكثر من ألف مليون عبوة سنويًا على مستوى المملكة!
أين وزارة البيئة؟ وأين الهيئة الوطنية لحماية البيئة عن بدائل محتملة مقنعة؟ أين الجامعات ومراكز البحوث عن تقديم حلول أفضل تسهم في الحد من هذا الإسراف البلاستيكي المزعج! ألا يمكن مثلا استبدال عبوات المساجد ببرادات كبيرة مشفوعة بأكواب ورقية نظيفة؟ إنها حتمًا موفرة للمال وصديقة للبيئة ومحفزة على درء هذا الإسراف المؤلم!
لنهتم ببناء بيئة أفضل!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store