Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الأسد يستجيب لرغدة!

سخرتُ مرة من تصريح للفنانة السورية «رغدة» وهي تُردِّد نصًّا تحذيريًّا سبقها إليه وزير الخارجية السوري وليد المعلم، هدَّد فيه الولايات المتحدة الأمريكية من ضرب سوريا، قائلاً: «إن سوريا ستردُّ على العدو

A A
سخرتُ مرة من تصريح للفنانة السورية «رغدة» وهي تُردِّد نصًّا تحذيريًّا سبقها إليه وزير الخارجية السوري وليد المعلم، هدَّد فيه الولايات المتحدة الأمريكية من ضرب سوريا، قائلاً: «إن سوريا ستردُّ على العدوان الأمريكي، ولن تكون لقمة سائغة، ولديها أدوات الدفاع عن النفس التي ستفاجيء الآخرين»، وقلتُ يومها -مستهزئًا- بأن هذين التصريحين الذين أطلقاهما «المعلم ورغدة» هما اللذان أرغما الرئيس الأمريكي أوباما على التراجع عن تهديده بضرب سوريا، كما بعث الخوف في نفوس «مجلس العموم» البريطاني الذي اعترض على مشاركة بريطانيا في ضرب سوريا، واتضح لي بأن «المعلم ورغدة» على علم ودراية بالمخطط الروسي الذي سيحل ضيفًا محتلاً لبلادهم، وأن الأدوات التي تحدَّث عنها كلاهما للدفاع عن سوريا هي روسيا، بعد أن سلَّم رئيس النظام السوري مفاتيح البلاد للرئيس الروسي بوتين، ووزير خارجيته لافروف، ليعملا ما بدا لهما من قتلٍ وتدمير في سبيل تركيع الشعب السوري المعارض، ويجلس هو على مقاعد المتفرجين، ويشاهد مدى فاعلية الأسلحة الروسية في تدمير المنشآت والبنى التحتية، وقدرة الطائرات الروسية على تدمير المستشفيات وهدم البيوت على ساكنيها، يشاهد هذا وهو مبتهج وكأن الحدث «بلاي ستيشن» وليس قتلاً وتدميرًا حقيقيًا يطال شعبه.
هذا التدخل الروسي في سوريا ليس الأول، حيث سبق للروس أن تدخلوا إبان حكم «الأسد الأب» عام 1982، عقب ثورة الشعب السوري في مدينة حماه، فعندما لم تستطع قوات الأسد من إخماد الثورة بإمكانياتها، استنجد الأسد بحليفه الاتحاد السوفيتي آنذاك الذي لبى النداء، فحاصرت قواته مدينة حماه، ومن ثم دكَّت مبانيها على ساكنيها، فسقط عشرات الآلاف من القتلى، وعشرات الآلاف من الجرحى، وأعاد رئيس النظام إلى كرسيه، وما فعله الأسد «الابن» ما هو إلا درس تلقاه من والده، زبدته «يفنى الشعب في سبيل أن نظل على الكرسي».
المشاهد الدموية، وكذلك المآسي التي يتجرعها الشعب السوري في مدينة حلب هذه الأيام، غائبة عن أعين جواسيس النظام الذين زرعهم في كل مكان من العالم، كالفنانة رغدة التي لازالت تصرُّ على أن النظام السوري لم يقصف حلب، ولم يُحرِّك طائرة واحدة لقصفها، مشيرة إلى أنها تتابع جيداً الأحداث، وأن أهلها في سوريا يمدّونها بالمعلومات أولاً بأول، «رغدة» التي تُؤيِّد الأسد وتدعمه، والتي نذرت أن تقص شعرها وتنثره في ساحة (سعد الجابري) في حلب عند تحريرها، وغيرها من الفنانين الذين يناصرون النظام، كـ(دريد لحام وسلاف فواخرجي وسلمى المصري) وغيرهم، لا يستطيعون الخروج من عباءة النظام، ليس حبًا فيه، بل خشية فضحهم، حيث كانوا يؤدون أدوارًا استخباراتية تحت غطاء أعمالهم الفنية، ويخشون من أن تنتصر المعارضة، وتمتد أياديهم إلى ملفاتهم في دوائر المخابرات، فيتم تعريتهم أمام العالم، وبالأخص الفنانة «رغدة» التي لن ينسى لها السوريون رسالتها التي وجهتها إلى رئيس النظام السوري، دعته فيها إلى تعليق المشانق، وحرق الأرض بمن فيها، واستخدام السلاح الكيماوي ضد المعارضين. ويبدو أن روسيا ورئيس النظام السوري قد استجابا لها، وبعثا بأسراب من الطائرات تحمل قنابل مظلية، وبراميل متفجرة تحوي غاز الكلور أسقطتها على معظم أجزاء مدينة حلب.. (كِرْمَال عين رغدة)!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store