Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سادية مفرطة.. وحياة مهدرة

بعض قصص الأفعال الشاذة السادية لا تكاد تُصدَّق من فرط غلوّها وفظاعتها.

A A
بعض قصص الأفعال الشاذة السادية لا تكاد تُصدَّق من فرط غلوّها وفظاعتها. وفي الغرب تحدث حالات مفزعة تمر على وسائل الإعلام مرور الكرام، على عكس لو أنها حدثت في ديار بني يعرب، إذ لهاج إعلام الغرب وماج، وكذلك يفعل الإعلام العربي المتصهين الذي يُسارع في إظهار كل عيب فيه عربي مشتبه إن ثبت، وفي إلصاقه بالعرب ولو كان مجرَّد إشاعة عابرة أو كذبة صارخة.
وحسب الحياة (9 نوفمبر)، فقد صدر حكم بالسجن المُؤبَّد ضد مصرفي بريطاني اسمه روديك جاتينغ (31 سنة) لقتله سيّدتين إندونسيتين (23-26 سنة) قبل عامين، بعد تعذيب استمر 3 أيام واغتصاب مريع وسجن منهك في شقته الفاخرة في هونج كونج.
وكالعادة تُشخّص حالة المجرم الغربي (غير المسلم) بأنه واقع تحت تأثير تعاطي المخدرات والكحول بجانب اختلال الشخصية واضطراب من الناحية النفسية.
قد يغضب متهور فيقتل في لحظة طيش وتحكيم للهوى الفاسد دون العقل الراجح. أما أن يسجن ويعذب ويغتصب ثم يقتل بسكين، فتلك جريمة محبوكة وعمل مع سبق الإصرار.
ومع ذلك يذهب دم الضحيتين هدرًا، إذ لا دم يُقابله، بل هو سجن قد ينتهي بعفوٍ لاحق، أو هو ترفيه دائم، خاصة أن الجاني في هذه الحالة غني قادر من واقع تملُّكه لشقة فاخرة في مدينة باهظة.
وفي كل الأحوال سيدفع المواطن في هونج كونج ثمن وفادة المجرم طوال فترة بقائه في السجن من خلال الضرائب التي يتحمّلها من كل جانب. وفي المقابل يضعف الرادع عن القتل إذا لم يكن الجزاء من جنس العمل، فيسهل القتل وتزداد معدلات الجريمة الشنيعة لأن العاقبة مقدور عليها في أسوأ الظروف، ولأن النجاة من العقوبة واردة في بعض الظروف.
ولهذا يرشدنا منهجنا الرباني الشرعي إلى المخرج، فيُؤكِّد سنَّة كونية وحكمة إلهية تقول: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب). أولو الألباب يعقلون ولا يُكابرون. وللعلم فلا زالت عقوبة الإعدام سارية في كثير من الولايات الأمريكية متى ما توفَّرت الشروط وثبت الجرم وحكم به القضاء.
القصاص سلاحٌ رادع، وهو صمام أمان، وتوازن حياة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store