Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أرجل مُقدّسة !!

نقلت لنا القنوات الفضائية في ذكرى أربعينية استشهاد الحسين «رضي الله عنه» حالَ كثيرٍ من الشعب العراقي الشقيق، في ظلّ سيطرة إيران الفارسية عليه، وتحكّمها في عملائها من المعمّمين العراقيين والسياسيين!.
A A

نقلت لنا القنوات الفضائية في ذكرى أربعينية استشهاد الحسين «رضي الله عنه» حالَ كثيرٍ من الشعب العراقي الشقيق، في ظلّ سيطرة إيران الفارسية عليه، وتحكّمها في عملائها من المعمّمين العراقيين والسياسيين!.
كثيرٌ من العراقيين يرجون زُوّار كربلاء في الأربعينية، ومنهم إيرانيون مجوس، أن يُسلِّموا لهم أرجلهم كي يخلعوا عنها أحذيتهم القذرة، ويغسلوها بالماء والصابون، ويُقبّلوها قُبلة التقديس، ويضعوها على جبينهم وفوق رؤوسهم، فقط لأنّهم مشوا عليها بضعة كيلومترات إلى ما يُزعم أنه قبر الحسين «رضي الله عنه»، في مشهد يُذِلُّون فيه أنفسهم طواعيةً لا كراهية، ممّا ليس له أساس عقلي أو مُستند ديني!.
ماذا يحصل في العراق يا سادتي؟ إنّه يُقطّع قلبي إرباً، ويُولّد في نفسي حسرةً تبلغ قمم الجبال، ويجعلني أتساءل: أليس في العراق رجل رشيد يُعيد له كرامته الإنسانية وفطرته الدينية الصحيحة ومكانته العربية الطبيعية؟.
كان أهلُ العراق في العصر العبّاسي الزاهر يصدقُ فيهم قولُ الشاعر:
شادُوا الحضارةَ والتاريخُ شاهدُنا.. ويجحدُ الفضلَ معتوهٌ ومِفْسَاد!.
تألّقُوا في العُلا طِبّاً وهندسةً.. وفي البيان لهم فخرٌ وأمجاد!.
وفي العلوم لا تُحصى فضائلُهم.. وفي الحروب صناديدٌ وآساد!.
ولسْتُ أرضى بديلاً عن مرابعه.. وكيف ذاك وتاجُ الكون بغداد؟!.
وحتى في عهد صدّام حسين، البعثي، ومع ما لقيه العراقيون منه من جبروت وظلم، لم يكن لِيرضى لهم هذه المذلّة التي لم يشهد التاريخُ وقوعَ مثلها على شعب آخر ولو باسم مُعتقد أو دين!.
والعراق اليوم، يصدُق فيه قولُ الشاعر:
أصبحتَ في حالةٍ تُبكِي دمعاً ودماً.. أأنتَ أنتَ الذي أهلُوه أسياد؟!.
العراق اليوم مُختطف من مافيا الطائفية البغيضة وتُجّار الشِرْك والحقد والخرافات، ولا بوادر تلوح في الأفق لعودته لحضنه العربي القديم!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store