Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

فانتازيا الاستثمار : مداعبة الأحلام ببيع الأوهام !

حرمة أموال المسلمين من الواجبات المسلّم بها في ديننا الحنيف فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع « أيها الناس، إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم......» فيجب الحفاظ على حرم

A A

حرمة أموال المسلمين من الواجبات المسلّم بها في ديننا الحنيف فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع « أيها الناس، إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم......» فيجب الحفاظ على حرمة الأموال ومراعاتها لأنها من الأساسيات الضرورية للحفاظ على اقتصاد الدولة، بالإضافة إلى أنّ ذلك يحمي من انتشار الفساد في الأرض. وكوسيلة من وسائل المحافظة على حرمة أموال المسلمين، مخافة الله تعالى عند تقديم عروض الفرص الاستثمارية والتجارية. فهنالك الكثير من الشركات التي توهم الناس بالربح السريع والعوائد المادية المغرية التي لا يمكن للمستثمر تحقيقها من خلال أي مشروع يقوم بالاستثمار فيه بنفسه، وهذا ما يجعل هذا النوع من العروض يُعمي عيون الكثيرين ويُقلل فرص تفكيرهم بالأمر أو حتى بذل المحاولات في البحث والتحري عن نوع الاستثمار وما إن كان قائماً أم مشروعاً وهمياً ليس له وجود.
فكم من مواطن تم التغرير به وإيهامه بسهولة الأمر وإمكانية حصوله على الثراء سريعاً خلال فترة وجيزة، وخسر جميع ما يملك بهذه البساطة؟! فما هي الطرق اللازم اتباعها لإيقاف هذه الفئة من المحتالين؟ وكيف لنا الحد من ذلك ونشر التوعية الحقوقية وإيصالها لمجتمع من السهل التغرير به؟ هل هنالك آليات متّبعة لدى وزارة التجارة والاستثمار تمكِّن الشخص من التأكد من الوضع القانوني للشركة المانحة للاستثمار وملّاكها؟ هل تتوفر سُبل من الممكن أن تعيد للمستثمر الذي يتعرّض للنصب أمواله المدفوعة والمستثمرة لدى هذه الشركات الوهمية؟
إنّ عملية استرجاع المبالغ التي يتم دفعها للشركات الوهمية بالطبع أمر في غاية الصعوبة وذلك نظرًا لكون هؤلاء النصابين يلجأون إلى أساليب مبتكرة في النصب ويقومون بالتخطيط لهذه العمليات مطولاً مما يُمكنهم من الاختفاء عن الأنظار حال إتمامهم لمهمتهم المتفق عليها فيما بينهم. غير أنّه يتوجّب على الجهات المختصة بهذا الشأن وللحد من هذا الموضوع القيام بفرض المزيد من الرقابة والتشديد على جميع الأنشطة الاستثمارية القائمة في البلاد خاصةً تلك التي تدعي فيها الشركات بأنّها وسيط بين المستثمر وشركة الاستثمار الأجنبية، أو التي تكون شركة الاستثمار تابعة وفرعاً من فروع شركة أم أجنبية مؤسسة بالخارج. كما يُمكن إيجاد حل آخر يُساهم في التقليل من تفاقم هذه الظاهرة وذلك عن طريق القيام بربط المعلومات الخاصة بكل شخص يتقدّم بطلب بصفته وسيطاً لشركات استثمارية ويقوم بالترويج لاستثماراتها خارج المملكة وداخلها، وذلك لتسهيل احتمالية العثور عليه وتحصيل حقوق الناس منه في حال تم النصب عليها.
ختاماً، أرجو أن يتم أخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار والمساهمة في إيجاد طرق تقلل من عمليات النصب المنتشرة في المجتمع. كما أتمنى من المستثمر أن يستثمر بوعي أكبر ويكون مدركاً لكافة جوانب الاستثمار الذي ينوي الخوض به قبل شروعه في ذلك وذلك لضمان كافة حقوقه وتقليل المخاطر المترتبة على استثماره هذا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store