Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عقبة قلوة .. والجني .. وقهوة الوزير

.. ( أنا أفترض إذاً أنا موجود ) ..

A A
.. ( أنا أفترض إذاً أنا موجود ) ..
قد يكون هذا الأنسب للتعاطي مع حقيقة أصبحت أشبه بطلاسم وغيبيات ،لايكاد يصدِّقها أحد، لولا أنها موجودة تتمدد في أدق شراييننا قبل أن تكون واقعاً موجوداً على الأرض ..!!
«1»
.. سأفترض أنني وجهت دعوة لك ( وزير النقل) ،وأنك أجبت وحضرت، وأني أخذتك إلى هامة سلسلة السروات رأس عقبة قلوة . وأني أعددت لك متكأً ،وفنجالاً من القهوة وبدأت أحدِّثك..!!
«2»
.. هذه العقبة هي مشروع ذو خلطة سرية،لا يعرف مكوناتها ومقاديرها أحد. و(النتيجة فتاكة)، كما تقول دعايات المنتجات « الخايسة «.!!
«3»
.. 40 عاماً ، مرَّهذا المشروع المتعثربمسميات ومراحل متعددة،ومع كل مسمى دراسات جديدة وعقود جديدة وهدرجديد وفساد يطل من كل منعطف. و(النتيجة فتاكة ) ،تعثر في تعثر في تعثر ..!!
«4»
.. 40 عاماً مر خلالها 4 وزراء نقل،وكم وكيل وزارة ومسؤولي طرق .. تغيرت الوجوه والأسماء ،لكن ملف مشروع عقبة قلوة ظل وحيداً لم يتغير لأنه اليتيم الذي قد لايشبهه أحد ..!!
«5»
.. قالوا إن خبراء فرنسيين وبرازيليين وقفوا ( هنا )، وقالوا إن داراً عالمية متخصصة أعادت الدراسات والتصاميم،وقالوا ، وقالوا ، ويا كثر ماقالوا..! لكن ( النتيجة فتاكة ) والعقبة مغلقة سنين طوالاً ..!!
«6»
لم يعد هذا المشروع المختلف يشكل لنا مأساة وحسب ولكنه تحوَّل إلى سخرية تشبه أساطيرالقرون الوسطى أو حكاية (الجني) الذي غرس أظافره الضخمة في حلق العقبة.!!
«7»
.. وكيلكم ( الهذلول ) حاول أن يفك بعض الطلاسم :
« عقبة قلوة نفذت بغير مواصفات وزارة النقل وتم استلامها على هذا النحو مما يتسبب في سقوط الصخور وقت الأمطار»
غير أنَّ أحداً لم يُعلمنا كيف نُفذت ( بغير) ؟وكيف تم الاستلام ؟ ومن الذي استلم ؟
«8»
..سأفترض سؤالك المندهش: لماذا جئتك من خلال خيالات افتراضية ..؟
والجواب ببساطة أيها الفاضل: إننا تعبنا من الوعود ، والتصاريح ، والشكاوى .
40 عاماً ونحن نصيح لكن صوتنا يرتدُّ إلينا مقهوراً ..!!
«9»
.. وسأفترض أنك مع آخر( رشفة ) تنصت أكثر،فأهمس لك : أكثر من 100 ألف تقطعت بهم السبل بسبب إغلاق العقبة .. فإما أن تأخذ بأيديهم إلى حقيقة جديدة على أرض الواقع !
أو تتركهم في ظلاميات حقيقة الأربعين عاماً..!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store