Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

دروس من بائعة الشاي

من أبرز الصفات التي يتحلى بها الكثير من الناجحين في مختلف المجالات هي صفة الإصرار ومواصلة المحاولة وعدم اليأس وهذا ما نجده مدوَّناً في سيرة العديد من المشاهير، وقصة بائعة الشاي التي تم تداولها في مواق

A A
من أبرز الصفات التي يتحلى بها الكثير من الناجحين في مختلف المجالات هي صفة الإصرار ومواصلة المحاولة وعدم اليأس وهذا ما نجده مدوَّناً في سيرة العديد من المشاهير، وقصة بائعة الشاي التي تم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعية تتلخص في أن صاحبة القصة هي سيدة سعودية يعرفها بعض سكان المدينة المنورة من خلال بسطة بيع الشاي والمشروبات الأخرى في شارع الملك عبدالعزيز وتقوم السيدة بإدارة هذا العمل بنفسها بالرغم من العديد من التحفظات من قبل بعض الجهات كونها امرأة تعمل في مكان عام وفي مثل هذا العمل وبدون تصريح مما أدى إلى إغلاق الجهات المختصة لبسطتها فلجأت لسلاح العصر ( تويتر ) وعرضت مشكلتها فحازت على الاهتمام والتعاطف ووجدت استجابة وتفاعلاً ، إذ أنشأ لها المغردون وسماً خاصاً بقصتها بعنوان ( بائعة الشاهي ) .
أمانة المدينة المنورة بادرت بالإعلان بأن ما قامت به هو في إطار النظام، فهي تقوم بجولات مستمرة على الباعة الجائلين لضبط ومنع المخالفات وفق الأنظمة والتعليمات الموجودة لديهم ومن ذلك رفع البسطات المخالفة ومنها بسطات بائعي الزمزم والشاهي على الجمر وغيرها من البسطات الأخرى التي تقدم مأكولات وحلويات مجهولة المصدر لما قد يكون فيها ضرر على المستهلكين ،وفي المقابل فإن بائعة الشاهي هي وبناتها الجامعيات يعملن بكل جد وإصرار لكسب الرزق الحلال بعرق جبينهن وبكد أيديهن وفي عفة واحتشام .
بالرغم من مبادرة هيئة السياحة والتراث بإيجاد حل لهذه المشكلة وتوفير ركن مؤقت لبائعة الشاهي في مهرجان السلام وآخر دائم بالحي التراثي بحديقة الملك فهد بالمدينة إلا أن القضية تحتاج إلى إعادة نظر وحل عام وشامل لمثل هذه الحالات والتي قد لا تعد من المشاريع الصغيرة بل ( مشاريع متناهية الصغر ) وتحتاج إلى مبادرة ونظام شامل يبحث سبل دعم أمثال هؤلاء السيدات الكريمات العفيفات اللاتي يعملن طوال اليوم هن وبناتهن بكل جهد واجتهاد في العديد من مدن المملكة سواء بجوار بعض الدوائر الحكومية أو بجوار بعض المساجد أو في بعض الطرقات الرئيسية والتي تكون فيها حركة كثيفة وتساهم في زيادة العائد على تلك البسطات وذلك بدلاً من المبادرة بإغلاقها بحكم النظام أومنحها موقعاً مؤقتاً قد لايحقق لها عائداً مناسباً .
بائعة الشاهي علمتنا الكثير من الدروس وفي مقدمتها أن ( تويتر ) اليوم هو من يحرك المجتمع وأن السيدات الكريمات بمختلف أعمارهن أصبحن ملمَّات بوسائل التقنية الحديثة ووسائل التواصل الإجتماعية وأن الحلول الحكومية التقليدية في المنع والإغلاق غير مجدية ولن تحقق الهدف بل إنها تثير النفوس، وإن الإصرار سيبقى هو العامل الرئيسي للنجاح ،كما علمتنا بأن مشكلة البائعات الشريفات اللاتي لديهن بسطات في الطرقات هي مشكلة وطنية عامة تحتاج إلى مبادرة ( للمشاريع متناهية الصغر) تساهم في دعم وتطوير هذا النشاط باعتباره باب رزق لهؤلاء النسوة بدلاً من محاربته وإغلاقه .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store