Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الشيخ شكسبير والدكتور واتـساب!

عندما كنا طلاباً في الجامعة وأثناء دراستنا لـ (مقَـرّر الأدب المُـقـارن) كان أستاذنا وفي ميدان التأكيد على عَـولَــمَـة الأدب، وتأثير (العَــرَبِــي منهُ) في غيره من الآداب العالمية وأساطيرها كـ (جــو

A A
عندما كنا طلاباً في الجامعة وأثناء دراستنا لـ (مقَـرّر الأدب المُـقـارن) كان أستاذنا وفي ميدان التأكيد على عَـولَــمَـة الأدب، وتأثير (العَــرَبِــي منهُ) في غيره من الآداب العالمية وأساطيرها كـ (جــوْتِــه الألماني) وغيره، يُـداعبنا بأن أحد الباحثين يجزم بأنّ الأديب الإنجليزي الكبير (شِـكْـسْـبِـــيْـــر) ما هو إلا عربي الأصل والنشأة واسمه الحقيقي (شِـيْــخ زُبَــيْــر)، ولكن الإنجليز اختطفوه ليصبح (شِـكِـسْـبِـيْــرهم)!
هذه الحكاية وما فيها من عَـولمَــة فكرية، وفـتــوى ثقافية لا أصل لها ،تذكرتها وقد أصبحت الإنترنت ومواقعها وبرامجها هي ساحة الفتاوى الجاهزة والمعلبة في شتى المجالات، وهي المــصــدر في القضايا الكبرى في حياة الإنسان؛ فـفي المسائل الدينية والفتاوى الشرعية أصبح (قـوقِــل) سلمه الله هو الشيخ والمفتي؛ فالكثير من الناس ما أنْ تُـشْــكِــل عليه قضية ما إلا واستنجد به؛ ليقرأ على عَـجَــل جملة من الأقوال يأخذ بها أو يُـرددها ويُـحَـاجِــج بها دون تمحيص في مصدرها أو دراية بأدلتها، وكل ذلك قد يجعله فريسة لمواقع مشبوهة، وأقوال علمية هــزيلة!
أيضاً في مجال مهم وهو صِــحة الإنسان أصبح (الأخ وَاتــسَـاب) برسائله التي تعتمد على الـنّـقُــولات والـقَــصّ والـلــصـق هو (الدكتور) والعيادة الطبية المعتمدة عند شريحة من الناس لاكتشاف الأمراض والأوبئة، ووصـف الأدوية دون وعي أو إدراك لمخاطر تلك التّـصَــرفات على صحة وحياة الإنسان!
وهنا بلا شك بأن الإنترنت ومختلف أدواتها ووسائل تواصلها قـد أسهمت في غزارة المعلومات، وسهولة الوصول لها، وتناقلها؛ ولكن لقد حان الوقت لحملة توعية تخاطب مختلف شرائح المجتمع تهدف إلى الدعوة إلى الاستخدامات السليمة لها، وإلى التوعية بخطورة مثل تلك الممارسات السلبيّـة على دِيْــن الإنسان وفكره وصحته؛ وأنّ كلمة (منقول) التي يُـذَيّــل ويختم بها المغرمون بنشر وترويج كل ما يصلهم من رسائل ومواد (لاتعفيهم أبداً من المسئولية عن محتواها)، فـالـقَــول الـفَــصْــل سيظلّ لأهل التّـخَـصّـص، (وشِـكِــسْــبِــيْــر) لَـن يُـعَــرّب، وسيبقى أسطورة للأدب والمسرح الإنجليزي!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store