بعد 40 عاماً ؟!

إذا نسينا أخطاءنا على الغير، فنحن لا ننسى أخطاء الغير علينا. كان هذا تعليق أخي عبدالله الصالح على مقالي (لمن أعتذر..؟!) 13 نوفمبر، 2016 . فأكثرنا يرى أن أخطاءنا عابرة وغير مقصودة، لكن الطرف الثاني قد لا ينسي الخطأ.. خاصة إذا تمثل في ظلم فادح نزل به. فالظلم ظلمات يوم القيامة.
***
ولا أنسى موقفاً سخيفاً قمت به منذ أكثر من أربعين عاماً مع أحد أحب الأقرباء إلى قلبي، وكنا لم نتجاوز بعد السابعة عشرة.. ترددت في الاعتراف بالخطأ من فرط رغبتي ألا أُدخل الحزن عليه، أو يغير رأيه تجاهي. وهو تصرف ندمت عليه ولم أنسَه حتى اتصلت به أخيراً وطلبت منه العفو والسماح .. لم يتذكر هو ،فقلت له: حتى لو لم تتذكر الموقف اغفر لي وسامحني .. فيكفي أنني أنا أتذكر. ارتحت بعدها وارتاح قلبي ولم يعد هذا الموقف يؤلمني كلما تذكرته .. لذا يظل الخطأ أو الأذى للغير يجثو بوطأته على صاحبه حتى يسامح الطرف الآخر.
** **
وهكذا … وكما أورد أخي أبوجورج ما جاء في الحديث الشريف: « الظُّلْمُ ثَلاثَةٌ:فَظُلْمٌ لا يَغْفِرُهُ الله، وَظُلْمٌ يَغْفِرُهُ، وَظُلْمٌ لا يَتْرُكُهُ،
فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لا يَغْفِرُهُ الله فَالشِّرْكُ، قَالَ الله: { إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }
وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يَغْفِرُهُ فَظُلْمُ العِباَدِ أَنْفُسَهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَبِّهِمْ
وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لا يَتْرُكُهُ الله فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا حَتَّى يُدَبِّرُ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ «.
• الظلم للنفس، أبسط المظالم يزيله الرجوع لله والاستغفار له والإخلاص في العمل.
• والظلم للغير، أصعب المظالم يطارد الفرد حتى يسامحه من وقع عليه الظلم .. فيكون كلاهما رابحاً، الأول بأجر العفو، والثاني بأجر العودة عن الخطأ .. فخير الخطائين التوابون.
•أما الظلم الذي لا يغفره الله فهو الشرك وهو أفدح المظالم لا ينتهي إلا بالتوبة النصوح لله تعالى.
وتظل رحمة ربي أكبر مما يتصور العبد .. وهو ما نطمع فيه، أولاً وأخيراً.

#نافذة:
[يكون الاعتذار رائعاً إذا أتى في وقته أما إذا تأخر فقد انتهت صلاحيته.]
القارئ عبدالله الصالح