إلى متى ننتظر؟!

مداخل المدن من العناصر الأساسية لمكونات أي مدينة حيث تشكل البوابات الأساسية للقادمين إليها والمغادرين منها، والاهتمام بجماليتها أمر ضروري، لأن مدخل أي مدينة هو الواجهة الحضارية لها، فيعطي صورة وانطباعًا عن باقي المدينة، فمن المفروض أن يكون مدخل المدينة حدائق وأشجار على الجانبين وعمائر جميلة تكون واجهة للمدينة تعطي ارتياحًا للزائر وانطباعًا جيدًا ودائمًا ما ترى ذلك في كثير من المدن حول العالم.
ولكن لدينا في جدة يختلف الوضع تمامًا، فمدخل جدة الشمالي الذي يربطها بمطار الملك عبدالعزيز الدولي يفاجأ القادمون إلى المملكة منذ أول وهلة وبمجرد خروجهم من المطار، بمناظر صادمة تتمثل في الورش العشوائية والمباني المتهالكة التي تستقبلهم، فتعطي انطباعا سيئًا لا يتناسب مع ما تشهده جدة من تطور حضاري.
وأمانة جدة خطت خطوة مهمة بإخلاء المنطقة الصناعية للسيارات الواقعة في شمال جدة خلال الفترة الماضية ولكن ماذا عملت بعد ذلك، والظاهر أنها لم تقرر بعد ماذا تفعل بهذه المنطقة، أو أنها لا تدري ماذا تفعل، فكان عليها أن تتحرك وبأقصى سرعة في إزالة هذه الأماكن حتى لو بقيت هذه المنطقة أرض فضاء، فمن غير المعقول أن يكون مدخل المدينة بهذا السوء، ولم نر خطوات واضحة لتحسينها، فمتى تبدأ الأمانة في العمل بهذه المنطقة، من أجل تحسينها وتعتبرها من الأولويات بالنسبة لها، حيث إنه من المتوقع أن يفتتح المطار أواخر عام 2017م حسب ما نقلته وسائل الإعلام فأين الوقت الكافي لتطويرها والانتهاء منها؟
يجب على الأمانة الإسراع في تطوير هذه المنطقة والبدء في العمل ووضع الحلول اللازمة بما يتناسب مع أهمية الواجهة الشمالية للمدينة ويكون متناغمًا مع المطار الجديد الذي سيؤدي دورًا كبيرًا في استقطاب الحركة الجوية المحورية والذي يستقبل الملايين من الحجاج والزائرين من شتى أنحاء العالم، فيجب أن تبدو جدة في صورة جميلة وتعطي انطباعًا جيدًا للقادمين إليها فهي تعكس التطور الحضاري الذي تشهده المملكة.