Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لأنَّها امْرأة فأين حقوق الرَّجُل؟!

(جُمَانة) مواطنةٌ من المدينة المنورة؛ بحثًا عن مصدر رزق لأُسْرَتِهَا -التي تتكون من أربع بنات، وولَدين صغيرين- تُضطر لأنْ تعملَ مع بناتها على ضِفَاف إحدى الطُّرقات في صناعة (الشَّاي والذُّرَة) للمَ

A A

(جُمَانة) مواطنةٌ من المدينة المنورة؛ بحثًا عن مصدر رزق لأُسْرَتِهَا -التي تتكون من أربع بنات، وولَدين صغيرين- تُضطر لأنْ تعملَ مع بناتها على ضِفَاف إحدى الطُّرقات في صناعة (الشَّاي والذُّرَة) للمَارَّة!
تنقل (صحيفة المدينة) قصَّتها؛ وعبر وسائل الإعلام الحديثة تنتشر حكاية كفاحها؛ لِتحصد التحيَّة والتأييد.
لكنْ كان لـ(أمانة المدينة) رأيٌ آخر؛ حيثُ منعتها، بل وبحسب تصريحات المواطنة، التي نقلتها هذه الصحيفة الأحد الماضي، أزالت بشيءٍ من العُنْف بسطتَهَا، وإنْ كانَ بيانٌ صادرٌ عن الأمانة قَد أنكرَ ذلك!
المهم والأهَم أنَّ ما تعرَّضت له (جُمَانة) أصبح قضيَّة رأي عام؛ فما كان من الهيئة العامَّة للسياحة إلاَّ أنْ تُعْلِنَ عن دعمها؛ حيث خصَّصت لها (مَتْجرين) تستحقهما دون أدنى شَك؛ بل وحقها أكثر من ذلك.
وهنا أقُرُّ أنا الموقِّع أدناه بأنِّي مؤيِّدٌ تمامًا لـ(أختنا العزيزة جُمَانة)، وأبصمُ على ذلك، ولكن أعتقدُ أنَّ التعاطي الإعلامي الكبير مع حكايتها، ومِن ثَم سرعة تفاعل المؤسسات المعنيَّة إيجابًا معها؛ إنَّما حَدَثَ لأنَّها فقط (امرأة)؟!
بدليل أنَّ هناك الكثير من المواطنين الذكور يحاولون ممارسة العَمَل نفسه، الذي قَامت بها تلك المواطنة في المدينة النبويَّة، وغيرها من المناطق؛ ولكنَّهم لا يَسْلَمُونَ من مطاردات الأمانات والبلديات، وعقوباتها؛ ولم نجد مَن يُبَادر إلى إنقاذهم، وتسليمهم أكِشَاكًا، أو مَحلاتٍ.
أخيرًا أنا مؤمن بأن (حَواء السعوديَّة) مبدعة، وفاعِلَة في وطنها ومجتمعها، وتستحق الكثير، وأنَّ لها حقوقًا لابدَّ أن تأخذها؛ ولكن ألا ترون أنَّ مجتمعنا في السنوات الأخيرة؛ وحتَّى لا يُتَّهم بالذكُوريَّة، واضطهاد المرأة، قَد أصبحت بعض مؤسَّساته وقراراته الخَدَمِيَّة فيها عُنصريَّة ضد الرَّجُل المسكين؛ حتَّى أصبح بحاجة لجمعيَّة، أو هيئة لحمايته والدفاع عنه؟! (ربما)!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store