ألفريد نوبل ووخز الضمير

من أكثر الاختراعات دماراً للبشرية مادة (الديناميت) المتفجرة ، والتي استخدمت بنطاق واسع خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية ، وأدت إلى ارتفاع أعداد قتلى وجرحى تلك الحروب إلى أرقام قياسية.
مخترع الديناميت وهي كلمة إغريقية قديمة تعني القوة هو العالم السويدي الموسوعة ألفريد نوبل(Alfred Nobel) ؛ المولود في عام ١٨٣٣م والمتوفى في عام ١٨٩٦م؛ عن عمرٍ يناهز الـ ٦٣ عاماً. ومن خلال مشواره العلمي حصل الفريد نوبل على أكثر من 350 براءة اختراع.
تخصص هذا العالم الفذ في الفيزياء والكيمياء والأدب ، وهو من أنشأ جائزة نوبل الشهيرة؛ والتي تُمنح سنوياً من قبل الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم ومعهد كالورلنسكا وذلك للأفراد والمنظمات ذوي الإسهامات البارزة في مجالات الكيمياء والفيزياء والطب والأدب والسلام العالمي.
وهناك قصة طريفة عن السبب الذي جعل ألفريد نوبل ينشئ هذه الجائزة ، وهي أن له شقيقاً كان يعمل مهندساً ميكانيكياً توفي أثناء زيارة لمدينة (كان) الفرنسية ، وظن البعض في هذه المدينة أن ألفريد هو الذي توفي وليس أخاه (ليدوغ نوبل) ؛ فكتبت إحدى الصحف المحلية بـ (كان) عن طريق الخطأ نعياً تحت عنوان «مات تاجر الموت» ، وعندما قرأ ألفريد النعي تأثر كثيراً بذلك؛ على اعتبار أن جلّ ما سيُعرف به بعد مماته هو أنه تاجر موت وعندها سيخلّد بهذا الوصف.
أدى ذلك إلى قيامه ، بالتبرع بأكثر من ٩٠٪‏ من ثروته لإنشاء جائزة نوبل التي تُمنح سنوياً ، ومن أشهر من نال هذه الجائزة العالم في الفيزياء النظرية (ألبرت آينشتاين) (Albert Einstein) مكتشف النظرية النسبية ، والذي فاز بها في العام ١٩٢١م ، والعالمة في مجالي الكيمياء والفيزياء البولندية (ماري كوري)(Marie Curie) والتي حصلت على الجائزة مرتين ، في الفيزياء عام ١٩٠٣م والكيمياء عام ١٩١١م ، وبذلك كانت الوحيدة التي جمعت جائزتي نوبل بين الرجال والنساء.
وأشهر من فاز بهذه الجائزة في مجال السلام العالمي الرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت (Theodore Roosevelt) ؛ نتيجةً لعمله الدؤوب في إنهاء الحرب الروسية-اليابانية في عام ١٩٠٦م.
ونصيب العرب من جوائز نوبل ثمان، منها خمس جوائز في مجال السلام العالمي وثلاث جوائز لكل من بيتر مدور البريطاني من أصل لبناني في الطب في العام 87م والروائي المصري نجيب محفوظ في مجال الأدب وكان ذلك في عام 88م أما في العام 1999م حصل عليها العالم المصري الدكتور أحمد زويل في الكيمياء. وحجبت الجائزة خلال الأعوام ١٩٤٠م إلى ١٩٤٢م لاندلاع الحرب العالمية الثانية.