Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

كيف يتفادى الكاتب أوكار العناكب؟!

لَا أُحبُّ النَّصَائِح، وهَذا الـ»لَا حُب» انعَكَسَ عَلَى أفعَالي، وكُلّ أَصدِقَائي، ومَن يَقرأ لِي يَعرف أنَّني بَخيلٌ في إبدَاء الرَّأي وتَوجيه النُّصْح..

A A

لَا أُحبُّ النَّصَائِح، وهَذا الـ»لَا حُب» انعَكَسَ عَلَى أفعَالي، وكُلّ أَصدِقَائي، ومَن يَقرأ لِي يَعرف أنَّني بَخيلٌ في إبدَاء الرَّأي وتَوجيه النُّصْح.. ولَكن لَا مَانع مِن أَنْ أُشَارك القُرَّاء فِكرة؛ تَأتي عَلى شَكل رَأي أَو نَصيحَة، ولَو مَرَّة في العَام، اقتدَاءً بفَيروز التي تَقول: (زوروني كُلّ سَنَة مَرَّة.. حَرَام تنسوني بالمَرَّة)..!
سَألني أَحَد الأَصدِقَاء: «كَيف أُصبح كَاتبًا نَاجِحًا؟»، قُلت لَه: بَعد أَن تَكتَمل أَدوَاتك الكِتَابيَّة، وهي أَدوَات كَثيرة، ومشوَارها شَاق، عَليك بثَلاثة أمُور أَوّلها: أَنْ تَتَجَاهَل آرَاء النُّقَّاد فِيمَا تَكتب، وهَذا الكَلام لَيس عَلى إطلَاقِه، بَل تَجَاهل أصحَاب الميُول والعُقَد مِن النُّقَّاد، واهتَم بأُولئك الأنقيَاء، مِن أَمثَال أُستَاذنا «عبدالرحمن المعمَّر»، و»قينان الغامدي»، و»محمد التونسي»..!
ثَانيًا: لَا تُعوِّل كَثيرًا عَلى زُملَاء المهنَة، ولَا تَبْحَث عَن رضَاهم، لأنَّ العَديد مِنهم يَمتاز باللُّؤمِ والحَسَد، ومِن عَلَامات لُؤمهم، أنَّهم حَتَّى لَو أُعجبوا بمَقَالك، فلَن يُصرِّحوا بذَلك.. وهَذا سَبَب اخترَاعنا لعِبَارة «مَدح الرِّجَّال في وَجهه مَذمَّة»، بَينمَا «السَّب والحَش» فهو أَمرٌ عَادي.. وقَد قَال لِي أَحَد الزُّملَاء: إنَّ مَقال صَديقنا الكَاتِب «إبراهيم نسيب»؛ فِي هَذه الصَّحيفَة، أَعجبه، فقُلت لَه: أَخبره ذَلك بنَفسك، فقَال: «لَن أَفعَل ذَلك، حَتَّى لَا يشوف نَفسه علينَا»..!
ثَالث الأمُور: أَسقط مِن حَسَابَاتك؛ البَحث عَن إرضَاء المُثقَّفين والنُّخَب، لأنَّهم -فِي الغَالب- قَومٌ يَمتَازون بالنَّرجسية، والمَرض الثَّقَافي، بَل استَهدف الكَم الهَائِل مِن البُسطَاء، الذين يَبحثون عَنك ويُحبّونك، ويَتشوَّقون لكِتَابَاتِك، ويَفرحون بِهَا.. هَذه الشَّرائِح البَسيطة؛ هي التي تَحملك عَلَى أَكتَافها، وتَنقلك إلَى عَالم النَّجَاح، ودُنيَا التَّفوُّق..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أَيُّها الكَاتِب أَنْ تَستَفتي قَلبك؛ ولَو أَفتَاك النَّاس والنُّقَّاد، وأَنتَ «مَع نَفسك»، ستَتعرَّف مَع الزَّمن عَلى شَرائح الجمهُور التي تَنفعك، والشَّرَائِح الأُخرَى التي لَا تَنفَع ولَا تَضر، أَو تَضرُّ ولَا تَنفع..!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store