محاولة (نزاهة)

قبل أقل من عامين نشرت صحيفة (مكة) استطلاعًا أجرته على موقعها الإلكتروني حول أداء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) والذي كان صادمًا في نتيجته إذ أن أكثر من 86% من المصوتين قالوا إن (نزاهة) لم تقم بالدور المأمول منها في مكافحة الفساد، في مقابل 7% يرون أنها قامت بدورها على النحو المطلوب وقد كانت مثل هذه النتائج في ذلك الوقت تعد مؤشرًا للمستوى الذي وصلت فيه ثقة المجتمع في هذه الهيئة وقدرتها على مكافحة الفساد والصورة السلبية التي تكونت لدى نسبة كبيرة من المجتمع والتي تحتاج إلى جهود مضاعفة لكي تتغير نحو الأفضل.
قضية توظيف (ابن الوزير) والتي حازت على تغطية إعلامية موسعة لم تحز عليها أي تعيينات أخرى لأبناء الوزراء الآخرين، كانت إحدى الفرص المميزة بالنسبة لنزاهة إذ لقي بيانها الأخير ترحيبًا كبيرًا من قبل الرأي العام خصوصًا وأن البيان لم يقتصر على التأكيد بوجود مخالفات تعاقد في القضية بل إنها كشفت وجود تجاوزات مشابهة في 10 وزارات حملت مخالفات تعاقد مع مواطنين برواتب عالية مشيرة إلى أنها رفعت تقريرًا مفصلا عن الموضوع متضمنًا ما توصلت إليه من نتائج إلى المقام السامي.
أعاد مثل هذا البيان جزءًا من الثقة في (نزاهة) بالرغم من أن مكتشفي تلك الحالة هم رواد وسائل التواصل الاجتماعي غير أن قيام (نزاهة) بتوسيع إطار تحقيقاتها والإعلان عن الكشف عن وجود عدم التزام لـ10 وزارات في بعض حالات التعاقد بواحد أو أكثر من الضوابط والشروط النظامية اللازمة للتعاقد وفقًا لبرنامج الاستقطاب كان أيضًا عاملًا مساعدًا لإعادة شيء من البريق لتلك الهيئة بعد أن كاد أن يخبو أو ينطفئ بالرغم من أنها لم تكشف ما إذا كانت الحالات الموجودة في تلك الوزارات المختلفة من ضمنها أبناء وزراء ومسؤولون أم لا؟ ولم توجه اتهامها لأحد بل اكتفت بتوجيه اللوم في تلك القضية لوزارة واحدة.
(نزاهة) كيان هام واستراتيجي مرتبط مباشرة بخادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله) ويتمتع بالاستقلال التام في أداء أعماله واختصاصاته وقد فرح الكثيرون عند تأسيسه ونتمنى أن تتواصل جهوده وأنشطته ومحاولاته لإعادة هيبته ومكانته وليحقق الأهداف المأمولة منه ويصبح إحدى الهيئات التي تساهم في تنمية هذا الوطن والحفاظ على مكتسباته مستقبلًا.