Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

دعوة للتسامح

يتفق كثير من الفلاسفة أن الخير هو القيمة العليا التي تعود إليها كل القيم كالسعادة والعدالة والجمال... إلخ. والخير عند أرسطو هو ما تسعى إليه الأشياء جميعًا، وأنه في كلِّ مظاهره مستمد من خيريَّة الله.

A A
يتفق كثير من الفلاسفة أن الخير هو القيمة العليا التي تعود إليها كل القيم كالسعادة والعدالة والجمال... إلخ. والخير عند أرسطو هو ما تسعى إليه الأشياء جميعًا، وأنه في كلِّ مظاهره مستمد من خيريَّة الله. أما الشر فإن مصدره الإنسان نفسه، لذا وصف القرآن الإنسان: (إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) الأحزاب/ 72، وبالتالي، فإن ممارسته للشر جزء من طبيعته.
****
وكما أن هناك الشر، فإن هناك أيضًا الخير. لذا فإن طباع الناس وأخلاقهم تختلف، فكما أن هناك المتسامح الذي يمتلئ قلبه بالحب والصفح ولا يحمل لأحد إلا المحبة، فإن هناك من توغلت قلوبهم بالحقد والكراهية -أحيانا- حتى لأنفسهم!
****
يظل التسامح هو سيد كل المواقف.. فالخطأ بين الناس وارد، وهو جزء من تركيبة الإنسان وتصرفاته اليومية. وكذلك ثقافة الاعتذار تجدها سائدة كلما سمت أخلاق المجتمع وسادت فيه المبادئ، تقابلها ثقافة التسامح، خاصة إذا ما أتى الاعتذار في وقته.. لكن الأروع أنه حتى لو تأخر تجد الصفح من صاحبه.. فهو هنا يتعدى من أخطأ عليه في الفضل ويسبقه في الإحسان ويتفوق عليه في حسن الخلق. ويكفي أن الفرد منا يكون قد قام بما عليه ولم يشأ أن يظل في قلبه، أو في ضميره شعور بالذنب.
****
وهناك حديث عن الرسول صلّى الله عليه وسلم يُقرن فيه الفُجر في الخصومة بالنفاق، حيث قال: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ»، وحديث آخر يقول فيه: «لا يحل لمسلم، أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام». هذا الحديث هو دعوة للتسامح جعل الرسول الكريم الفضل فيها لمن يبدأ بالصفح والمسامحة.
#نافذة:
(الجمال هو بهاء الخير).
أفلاطون
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store