Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حشد غير شعبي!!

تحدث مؤخرًا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى البرلمان العراقي (المبتسر) عن الضوء الأوروبي الأخضر الممنوح للجيش العراقي بتجاهل احتجاجات المنظمات الدولية (مثل العفو الدولية- هيومن رايتس ووتش) عن ال

A A
تحدث مؤخرًا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى البرلمان العراقي (المبتسر) عن الضوء الأوروبي الأخضر الممنوح للجيش العراقي بتجاهل احتجاجات المنظمات الدولية (مثل العفو الدولية- هيومن رايتس ووتش) عن الانتهاكات الفظيعة التي تمارسها قوات الحشد الشعبي (الشيعية أصلًا وفصلًا واختيارًا وانتماء) ضد العراقيين السنة في كل موطئ لأقدامهم ابتداء ببغداد العاصمة، وانتهاء بالموصل المحاصرة منذ أكثر من شهر بحجة مهاجمة قوات داعش الفاجرة الغادرة.
هكذا يروج العبادي للمجازر التي يتعرض لها سنّة الموصل، وكأنهم بشر قادمون من كوكب آخر لا صلة له بالعراق التي عاشوا فيها آلاف السنين. طبعًا كل هذا يتم برعاية غربية ظالمة وبدعم صفوي مجوسي مباشر من إيران الفارسية التي لا تراعي في العرب إلاّ ولا ذمة، وفي السنة تحديدًا التي تود استئصالهم اليوم وغدًا، رجالًا ونساء وأطفالًا، فرادى وبالجملة.
وفي حدث آخر، وافق البرلمان العراقي (المبتسر) الذي غاب عنه كل أعضائه السنة على اعتبار الحشد الشعبي جزءًا من الجيش الوطني العراقي، والذي يأتمر في نهاية المطاف بأوامر طهران ويدين لعمائم قم بالطاعة العمياء مستمدًا منها الرضا والرضوان.
لم يعد لحسن الظن مكان في الذي يجري في ساحة العراق! إنها تصفية في العلن، بل هي إبادة للسنة بلا خجل ولا وجل. الويل لهم إذ يظلمون مواطنيهم بهذه البشاعة كإبادة البوذيين في بورما للمسلمين فيها.
وفي المقابل الويل كل الويل لغيرهم من أهل السنة إذا تم تصفية وجودهم في العراق والشام، إذا لم يتحركوا لدرء أخطار هذه المحنة! صدقوني وقوع السني بين أيدي هذه العصابة أشد ابتلاء وعذابًا من وقوع غزال صغير في براثن عصبة من أسود كاسرة جائعة غاضبة!!
عجيب كيف خطط الغرب على مدى ربع قرن وأكثر ليبلغ حال العراق هذا المبلغ المؤلم؟ كيف طبقوا المثل الإنجليزي الشهير (ببطء لكن بفعالية). لا أظن أن أحدًا من بني يعرب خطر في باله هذه النهايات التعيسة لسنّة أهل العراق وبلاد الشام، إلاّ قلة أبصرت الخطر وحذّرت منه، ربما على استحياء، وربما لأن صوتها خافت لا يُسمع، ولا يؤبه له.
اللهم لطفك الواسع، وحسن تدبيرك الذي ليس له مانع.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store