Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

المواقعُ الإباحيَّةُ: غفلةُ الأسرةِ.. وغيابُ الوازعِ

No Image

أصبح البحث عن «المواقع الإباحيَّة» هاجسًا لبعض روَّاد محرِّكات البحث في المواقع؛ بل أصبح جزءًا من زادهم اليوميّ من خلال المحاولات العديدة لكسر حاجز الحجب والمنع الذي تعمل عليه هيئة الاتِّصالات وتقنية

A A
أصبح البحث عن «المواقع الإباحيَّة» هاجسًا لبعض روَّاد محرِّكات البحث في المواقع؛ بل أصبح جزءًا من زادهم اليوميّ من خلال المحاولات العديدة لكسر حاجز الحجب والمنع الذي تعمل عليه هيئة الاتِّصالات وتقنية المعلومات.
وإذا كانت «هيئة الاتِّصالات» تبذل جهدًا كبيرًا ومقدَّرًا للحدِّ من تنامي محاولة كسر حاجز تلك المواقع الإباحيَّة، وتقليل الدُّخول إليها؛ إلاَّ أنَّه جهد لا يعالج المشكلة في أُسِّها، ولا يستبطن دوافع الخلل في بنية المجتمع.
مع ذلك؛ يبقى السُّؤال الجوهريُّ قائمًا:
ما سبب، أو أسباب هذا النَّهم الكبير بتتبع المواقع الإباحيَّة؟
ولماذا أصبح البحث عنها -حسب المعطيات والأرقام- زادًا يوميًّا للكثير من الشَّبيبة؟!
قبل الإجابة عن ذينك السُّؤالين، دعونا نقرأ سويًّا هذه الأرقام المؤكَّدة من قِبل «هيئة الاتِّصالات وتقنية المعلومات»، حيث تشير إلى أنَّه خلال عاميّ (2013، و2014) تمَّ حجب أكثر من (600 ألف رابط إباحيّ).
والملاحظ كذلك أنَّ البيانات الدوليَّة تشير إلى أنَّ 80% من الأطفال الذين يشاهدون الأفلام الإباحيَّة أعمارهم ما بين (15-17) سنة، وأنَّ نسبة استقبال مواد إباحيَّة غير مرغوب فيها في الإنترنت تبلغ (34%).
وتشير إحصائيَّة أخرى لـ«هيئة الاتِّصالات» نشرتها أغلب الصُّحف عن أنَّ عدد الرَّوابط الإباحيَّة المتعلِّقة بالأطفال والتَّحرش الجنسيّ بلغت نحو 549 رابطًا إباحيًّا خلال ستة أشهر من العام 2015.
فإذا كان التّعامل مع الإنترنت -كما تشير عضو مجلس الشورى الدكتورة نورة بنت عبدالله بن عدوان- أصبح جزءًا من الرُّوتين اليوميّ لفئة كبيرة من الأطفال والمراهقين في المملكة؛ فإنَّ نتائج العديد من الدِّراسات الوطنيَّة تؤكُّد على المخاطر الأمنيَّة ذات العلاقة باستخدام التقنية التي يتعرَّض لها أطفالنا، ومكمن الخطورة أنَّه حين يتصفَّح الأطفال في المملكة الإنترنت، سواء عبر محرِّكات البحث، أو يوتيوب تظهر بعض الإعلانات، والمقاطع الإباحيَّة، علاوة على إمكانيَّة الوصول للأفلام الإباحيَّة بكلِّ سهولة في جميع الأوقات، فهي مجانيَّة ومتاحة للجميع.
وعودًا إلى السُّؤالين؛ فلا يستغرب انتشار مثل هذه المواقع الإباحيَّة، والبحث عنها في العصر الحاضر؛ لأنَّ أسبابه كثيرة ومنتظرة، قد تجمل في حضور هذه الرَّجة العنيفة التي زلزلت أركان العالم بعد انتشار أدوات التواصل، وتعدُّد قنواتها، مع وجود القدرة على كسر حاجز المنع والحجب، فلم تدع أمَّة من أممه على حالة كانت عليها.
إضافة إلى شيوع اقتناء هذه الأدوات، وسهولة استخدامها، وطريقة التعامل معها بين مئات الملايين من الخلق دون وعي أخلاقيّ، أو دينيّ، بكيفية التَّعاطي معها، فبعضهم جيِّد الثَّقافة والمناعة، والبعض حسن الثَّقافة قليل المناعة، ومعظمهم جهلاء بلا مَنَعة، ولا مناعة، وأكثرهم في حكم الأميِّين؛ فضلاً عن غياب الوعي الكافي من قِبل بعض الأسر بالتَّوعية والتَّحصين لأبنائها وبناتها، واقتصار دورها على تأمين المتطلَّبات الماديَّة، دون الغوص في الاحتياجات النفسيَّة والعاطفيَّة، وأخيرًا غياب، أو تغييب ما يمكن تسميته بثقافة المخاطر المترتبة من مشاهدة المواقع الإباحيَّة في المناهج الدراسيَّة، وضياع صوت الوعظ المتميِّز في خطب المنابر حول ما يُطْرح كحلٍّ لهذه المشكلة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store