Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سوريا.. إجهاض لمبادرات مبعوثي الأمم

حالة محزنة، تلك التي يمر بها الشعب السوري الشقيق، فالقتل والدمار أصبحا يعمَّان البلاد من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، وبعض السلاح العربي والإسلامي والدولي اجتمع كله تحت راية ذبح المواطن الس

A A
حالة محزنة، تلك التي يمر بها الشعب السوري الشقيق، فالقتل والدمار أصبحا يعمَّان البلاد من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، وبعض السلاح العربي والإسلامي والدولي اجتمع كله تحت راية ذبح المواطن السوري أينما وُجد، والأمم المتحدة -التي حاولت جاهدة الإبقاء على ما تبقَّى عبر مبعوثيها- لم تنجح في إطفاء النيران المشتعلة في كل أرجاء الوطن السوري، ولا حتى بإبعاد الدخلاء وإخراجهم من الأراضي السورية.
جاء إليها الأمين العام السابق للأمم المتحدة «كوفي عنان» مبعوثًا من الأمم المتحدة، ليبذل جهودًا لإيقاف حمَّام الدم، وما لبث أن استقال، معللًا ذلك بغياب دعم القوى الكبرى المؤثرة، المُنقسمة بحدّة حول النزاع السوري، لاسيما من الدول الغربية الداعمة للمعارضة، وروسيا والصين حليفتي نظام الرئيس الأسد، و»عنان» بدأ عمله بالحديث عن ضرورة تنحِّي الأسد كخطوة مبدئية للحل، إلا أن المجتمع الدولي في حينها لم يكن مساندًا لعنان، بقدر قوة الحل المطروح، وفي عهده تم تعيين مجموعة العمل حول سوريا، والمكوَّنة من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول عربية بالإضافة إلى تركيا، توصلت إلى اتفاق جنيف الذي يدعو إلى إنهاء العنف في سوريا، وتشكيل حكومة انتقالية بصلاحية كاملة، دون التطرق إلى مصير الأسد.
جاء بعد ذلك «الإبراهيمي» مبعوثًا مشتركًا للجامعة العربية والأمم المتحدة، ولم ينجح هو الآخر في مهمته، وقدَّم استقالته، وكان على رأس الأسباب ترشيح الأسد مجددًا لانتخابات الرئاسة في الوقت الذي كانت كل المفاوضات بين المعارضة والنظام تقوم على أساس تنحِّي الأسد، إضافة إلى امتداد أفق الحل السياسي في سوريا الغارقة في نزاع دامي، وبسبب إنهاء الأسد اجتماعه معه بعدما سأله عما إذا كان ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة بعد انتهاء ولايته عام 2014، ومن دمشق أعلن الإبراهيمي قبل تقديمه استقالته «أن التغيير المطلوب ليس ترميميًا ولا تجميليًا، الشعب السوري يحتاج ويريد ويتطلع إلى تغيير حقيقي، كما دعا إلى ضرورة تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات تتولى السلطة خلال الفترة الانتقالية».
لاشك أن هناك انقسامًا حادًا في الموقف الدولي بين أقطاب مجلس الأمن، يُواجهه أي مبعوث دولي، هذا الانقسام من شأنه أن يُعرقل الحل في سوريا -كما جاء في مجلة السياسة الدولية- في ظل ضبابية مصير الأسد، فضلًا عن تنامي نفوذ القوى الإقليمية وتنافسها، وعلى المبعوث، أيًا كان، أن يُواجه الاختلاف حول تعريف الوضع في سوريا، هل هو أزمة أمن إقليمي دولي، أم أزمة شرعية داخلية يُواجهها النظام، أم حرب أهلية، أم امتداد للربيع العربي؟! على اعتبار أن ما يحدث على الأرض السورية ثورة شعب تستدعي الوقوف بجانب حقه في تقرير مصيره ومساندته.
جاء «الابراهيمي» ومن قبله «كوفي عنان» ومن بعده «دي ميستورا».. فماذا تم؟! لا شيء يذكر. رغم أن هناك قرارًا صادرًا من مجلس الأمن يقضي بتشكيل حكومة انتقالية بصلاحية كاملة، أجهض ذلك التدخل الروسي الذي هيمن على كل شيء بقوة السلاح، وفرض على الجميع بأن الحل يأتي بالاتفاق مع موسكو وليس مع دمشق، مع بوتين ولافروف، وليس مع بشار والمعلم، وفي ظل التجاهل الدولي، وعدم تزويد قوات المعارضة بالسلاح الذي يضمن لهم حماية أنفسهم وحماية الشعب السوري، فإنني أدعو السوريين للاستسلام لموسكو لاتقاء حمم البوارج وقنابل المقاتلات الروسية طالما هم عزل من السلاح.
حقيقةً، ومع كل الأسف، معركتهم مع روسيا معركة خاسرة في ظل هذا الصمت الدولي وغياب الدعم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store