Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

قرية المليونيرات.. أين أنتم؟!

زرتُ العديدَ مِن الدِّول الإفريقيَّة؛ وكان ضمن مشاهَداتي أن أغنياءَهم لا يَنْسَونَ باستثماراتهم ومساعداتهم المُدنَ، أو القرى التي ترجع أصولُهم إليها؛ فالمسلمون منهم أقَل ما يقومون به في مناطقهم إنشاء

A A
زرتُ العديدَ مِن الدِّول الإفريقيَّة؛ وكان ضمن مشاهَداتي أن أغنياءَهم لا يَنْسَونَ باستثماراتهم ومساعداتهم المُدنَ، أو القرى التي ترجع أصولُهم إليها؛ فالمسلمون منهم أقَل ما يقومون به في مناطقهم إنشاء جمعيَّة خيريَّة ومدرسة ومسجْد.
تلك المشاهدات تذكرتها، ووسائل الإعلام العالميَّة تتناقل خبر تَحَوُّل سكان بَلدةِ (سيرثالز ديل كونداو) الإسبانيَّة الصغيرة، البالغ عددهم (80 شخصًا) إلى مِليونيرات؛ أمَّا السبب فلأنَّ ابن بلدتهم (الملياردير أنتونينو فيرنانديز) الذي توفي قبل أيام قَد أوصى لهم بجميع ثروته التي تتجاوز (210 ملايين دولار أمريكي)؛ إضافة لبنائه هناك مركزًا ثقافيًّا، ومؤسسةً تنمويَّةً غير ربحيَّة!
مِثْل تلك المبادرات الرائعة هناك نماذج لها في وطننا، لكنها للأسف الشديد محدودة؛ كتجربة (الشيخ محمد بن إبراهيم الخضير) في محافَظَتِهِ (رياض الخبراء) بمنطقة القصيم، حيث اختصها بالعديد من المبادرات الخيرية التنمويَّة، ومنها: (إنشاء مجمّع تعليميّ متكامل، ومركز نسائيّ يشتمل على دار لتحفيظ القرآن الكريم، ومعهد تدريب لإعداد الفتيات لسوق العمل، وكذا إطلاق معهد للتدريب المهني، إلى غير ذلك من المشروعات).
وهنا لعلَّ تلك التجارب الناجحة في خدمة المجتمع تستفز معاشر الأثرياء، ورجال الأعمال عندنا (الذين نُقدِّرهم، ونحترم وطنيتهم)؛ لكيما يُمَارسوا أدوارهم الإيجابيَّة في خدمة مجتمعهم عمومًا، والقرى أو الأحياء التي نشأوا فيها على الأخص، ولاسيَّما والمرحلة الاقتصادية التي تعيشها بلادنا تنادي بذلك.
فَكَمْ أتمنَّى أنْ يساهموا في التنمية المستدامة عبر مشروعات خيريَّة تعليميَّة وصحيَّة وسكنيَّة، والأهَم استثماريَّة في مختلف المناطق والمحافظات والمَرَاكِز تفتح أبواب الرِّزق للشباب والأُسَر، على أن يكون هناك مظلَّة رسميَّة مهمتها دعم تلك الخطوات، وتسهيل إجراءاتها؛ حتَّى لا تقتلها البيروقراطيَّة الإداريَّة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store