Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

جمانة والأمانة.. ونجاح الأعمال الصغيرة

تناولت الصحافة مؤخرًا أخبارًا حول تعامل أمانة المدينة المنورة مع مواطنة اختارت أن تُمارس مهنة تساعدها على إعالة عائلتها. واختارت أن تمارس عملها بنفسها، ومن خلال تعاون أفراد أسرتها..

A A
تناولت الصحافة مؤخرًا أخبارًا حول تعامل أمانة المدينة المنورة مع مواطنة اختارت أن تُمارس مهنة تساعدها على إعالة عائلتها. واختارت أن تمارس عملها بنفسها، ومن خلال تعاون أفراد أسرتها.. وفي اعتقادي أنها اختارت الطريق الصحيح لممارسة الأعمال الصغيرة، وهنا سنتناول بُعدين في طرحنا، البعد الأول يختص بدور الأمانة المنسي، والبعد الثاني هو ربط النجاح للأعمال الصغيرة بالممارسة المباشرة للنشاط. وبالنسبة للنقطة الأولى والمهمة في نظرنا ترتكز على أن هدف إنشاء الأمانات ودورها كان في الأساس لمساندة ودعم المنشآت الصغيرة من خلال إنشاء الأسواق المركزية، وتوفير المكان اللازم حتى يستطيع أصحاب الأعمال الصغيرة الاتصال وتقديم خدماتهم للمواطنين.
ومع مرور الوقت، وفي عز الطفرة تحوَّل دورها إلى تحقيق الدخل لوزارة المالية من خلال تأجير المواقع وتحقيق أقصى عائد ممكن، ونست بالتالي دورها الأساسي وأحد أهم أهدافها.
ولو نظرنا إلى بلديات مختلف دول العالم؛ لوجدنا أن جزءًا من نشاطها لدعم الاقتصاد هو مساندة ودعم المنشآت الصغيرة، لأن لها دورًا اجتماعيًا لتنمية الاقتصاد المحلي، وليس الهدف الحالي والمتمثل في هدف شركة، وليس دولة، وهو تحقيق أقصى عائد ممكن، ثم نتساءل: لماذا تواجه الأعمال الصغيرة عقبات، نتيجة لتحول أكبر مساند لهم إلى صفوف المنافسة والحصول على أكبر دخل، بغض النظر عن الدور الاجتماعي الممارس. وهناك حاجة ماسة إلى أن يُعاد التفكير في هذا التوجُّه من طرف الأمانات، وأن يكون هناك اعتبار للجانب الاجتماعي لدعم الاقتصاد والأعمال الصغيرة.
والنقطة الثانية والتي تهمّنا، وهي الممارسة من طرف أصحاب المنشآت الصغيرة، ولو نظرنا فيها في كل دول العالم، لوجدنا أن المالك للأعمال الصغيرة والممارس هو نفس الشخص ومَن حوله، ولكن نجد في بلادنا أن الممارس ليس المالك، وإنما العامل الأجنبي، وبالتالي تنحصر الفائدة والتطور في العمل من طرف العامل الضيف، ويستعيض عنها مالك النشاط بالحصول على أجرٍ ثابت، أو يرضى بالفتات مقابل كونه صاحب النشاط، والمُخوَّل له ممارسة النشاط بفضل حماية وتوجُّه الدولة لإتاحة الفرصة له.
لا يمكن للأعمال الصغيرة أن تنجح إلا إذا مارس المالك النشاط، وسيطر عليه بنفسه، ولم يتم كما هو حادث عندنا.. بإمكاننا رؤية الممارسة والقيام بالنشاط من قِبَل المالك في كل دول العالم، إلا في دول الخليج، حيث تنفصل الملكية عن الممارسة ثم نطلب النجاح والاستمرارية.
إن ما قامت به السيّدة جمانة يستحق الاحترام والتقدير، ولسنا مع ما مارسته معها أمانة المدينة المنورة، حيث يبدو أنها خرجت عن المألوف، بغض النظر عن كيفية التعامل لو كان هناك عامل أجنبي، وليس المالك، فهذا ليس في نطاق حديثنا.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store