Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رؤية حول «العساكر» !!

كما في كرة القدم، قد يحتجّ فريقٌ ضدّ آخر لكن بالشكل لا بالمضمون، كذلك احتجّ الإعلام المصري «الخاص» على فيلم «العساكر» الذي عرضته قناة الجزيرة عن التجنيد في الجيش المصري!.

A A
كما في كرة القدم، قد يحتجّ فريقٌ ضدّ آخر لكن بالشكل لا بالمضمون، كذلك احتجّ الإعلام المصري «الخاص» على فيلم «العساكر» الذي عرضته قناة الجزيرة عن التجنيد في الجيش المصري!.
والشكل الذي ظهر به هذا الإعلام في الاحتجاج لم يكن لائقاً البتّة، وانفلت من عقاله، وهاجم القناة ومعها الشقيقة قطر هجوماً شخصياً وجارحاً، وتجاوز الحدود المتعارف عليها إعلامياً، ممّا يُطرِق المرءُ رأسَه معه من شدّة الخجل!.
أنا كنت أتمنّى أن يردّ الإعلام على القناة بتفنيد احترافي لمضمون الفيلم إن كان ما فيه افتراء على الجيش المصري، فهذا الجيش لا يهمّ مصر فقط، بل يهمّ الأمّة العربية والإسلامية، أمّا وإن كان ما فيه صحيحاً ولو بنسبة فما المانع من الاستفادة من الفيلم على أساس أنه نقدٌ لبعض ما يجري في المؤسّسة العسكرية المصرية الضخمة من سلبيات؟ وعلى أساس أنّ من النقد ما يُفيد ويعالج، لا سيّما ما ورد في الفيلم من توظيف غير عسكري للمُجنّدين، الأمر الذي يُفقدهم الحسّ القتالي، وينعكس ذلك على قدرة الجيش ككلّ، ولنا في حال الجيش المصري قبل حرب عام ١٩٦٧م ضدّ إسرائيل مثال لذلك، إذ جعلته الآلة الإعلامية المصرية فوق مستوى النقد، واتضح خلافه، ولو انتقدت قناةٌ ما الجيش الأمريكي مثلاً وهو الأقوى في العالم لما احتجّ الإعلام الأمريكي، ولربّما أقام الندوات لمناقشة انتقادها بجدّية وموضوعية!.
إنّ اختزال الاحتجاج بهذا الشكل دون التطرّق المهني للمضمون يُعْطِي إشارات عن صحّة ما ورد في الفيلم، وهو في نظري نسفٌ للجهود التي بذلها الرئيس المصري الراحل أنور السادات لإعادة القوّة والهيبة للجيش المصري العظيم في حرب عام ١٩٧٣م، بمساندة قوية من الملك فيصل، يرحمهما الله!.
هذه رؤيتي المتواضعة، والسلام!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store