Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«سُكنانا «.. لا تُفتت وُحدتنا !!

تابعت بذهول تداعيات إلقاء الشاعر حيدر عبدالله لقصيدته في حفل استقبال أهالي المنطقة الشرقية لملك البلاد ،وساءني ردود الأفعال التي أطَّرت القصيدة وقبلها مُلقيها في أتون الطائفية المقيتة ممتطين الإلقاء ا

A A
تابعت بذهول تداعيات إلقاء الشاعر حيدر عبدالله لقصيدته في حفل استقبال أهالي المنطقة الشرقية لملك البلاد ،وساءني ردود الأفعال التي أطَّرت القصيدة وقبلها مُلقيها في أتون الطائفية المقيتة ممتطين الإلقاء الذي ظهر به الشاعر حُجة لهذا الهجوم ،ولم يعلم الكثير بأن الهجمة والتجييش لها أعمق من ذلك وأدهى من كونه إلقاءً هادئاً لم يتعوَّد عليه الناس في مثل هذه المناسبات الوطنية، بل كانت الغاية هي تأجيج الصراع الطائفي وذر حبّات من جمر الغضى في وسط الطبقة المُثقفة وضرب مؤسساته بالنزاعات المذهبية في الوقت الذي يُعوَّل عليها قيادة الوسطية وتعزيزها من خلال منابرها التنويرية التي تُنادي باحترام الآخر حتى ولو لم يكن من أهل المِلة.
لقد أزبد الناس وأرعدوا في تقييم القصيدة وأخرجوها بثاقب بصيرتهم القاصرة من حيِّز الشعر ونعتوا صاحبها بسرقتها وأغلبهم يجهلون الشعر ويفتقدون لأبجديات أدوات النقد، فأجزم أن مَنْ فاز في مسابقتين كبيرتين وخضع إنتاجه الشعري للفحص والتمحيص من قبل أساتذة مُتخصصين لهو جديرٌ بالترشيح لمصافحة قمة الهرم السياسي بشعره وشعوره الوطني، فقد فاز ببردة عكاظ للشعراء الشباب ونُصِّب أميراً للشعراء في مسابقة تُقيمها إحدى القنوات الفضائية ، فهل بعد هذا الحضور المُتميِّز مَنْ يُقلل من موهبته الشعرية؟!!
لا يساور بعيد النظر شكٌ في أن الهجمة الشرسة نُظِّمَت لضرب بُنية المجتمع السعودي عن طريق الإيقاع بين الطائفة التي ينتمي لها الشاعر وبين الأخرى المُنتمي لها أغلب الشعب، فقد ركب هذه الموجة الكثير ممن انطلت عليهم اللعبة الخبيثة مُتخذين من وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة للإضرار وليس للإصلاح بعد أن أمِنوا عقاب تفاعلهم السلبي جرَّاء ما تنفثه عقولهم الصدئة من سُمٍ زُعاف لا يأخذ المصالح العُليا للوطن بعين الاعتبار بقدر ما يكون التهييج والانتقاص هو سيِّد الموقف ، فهل نأخذ من التعاطي غير الموضوعي مع قصيدة «سُكنانا» درساً نعي ما وراء سطوره مُستقبلاً أم أن نستمر «مع الخيل يا شقراء»؟!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store