Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الخروج من سجن النفط

قبل عدة أيام توصلت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إلى اتفاق في فيينا لخفض إنتاجها بـ1.2 مليون برميل يوميًا، وهذا يشكل قرارًا إستراتيجيًا ونوعيًا لم تتمكن المنظمة من أن تصل إليه منذ 2008 مما ساهم في

A A
قبل عدة أيام توصلت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إلى اتفاق في فيينا لخفض إنتاجها بـ1.2 مليون برميل يوميًا، وهذا يشكل قرارًا إستراتيجيًا ونوعيًا لم تتمكن المنظمة من أن تصل إليه منذ 2008 مما ساهم في أن تقفز أسعار النفط بنسبة تجاوزت 13% وقاربت الأسعار مستويات 50 دولارًا للبرميل كما ساهمت هذه الارتفاعات في تفاؤل الأسواق الاقتصادية في السعودية وارتفاع سوق الأسهم ليكسرحاجز 7 آلاف نقطة وأفادت منظمة أوبك بأنها تأمل أن يساهم هذا الاتفاق في حل أزمة تخمة المعروض التي تعاني منها الأسواق العالمية والتي دفعت بأسعار النفط إلى التراجع منذ النصف من عام 2014م.
على الرغم من أن بعضهم يرى أن هناك علاقة وطيدة بين تغيير أسعار النفط وبعض المواقف السياسية لبعض الدول إلا أن مثل ذلك القرار يعد أمرًا إيجابيًا بالنسبة لاقتصادنا المحلي، إلا أننا يجب أن لا نجعل مثل هذا الارتفاع مصدر فرح وسعادة دائم مما يجعلنا نعود مرة أخرى لربط مصيرنا بالنفط وبأسعاره فإن ارتفع فرحنا واستبشرنا خيرًا وإن انخفضت الأسعار نتيجة فشل منظمة أوبك في الاتفاق أو رغبة بعض الدول في اتخاذ مواقف سياسية أخرى عم الاستياء أوساطنا الاقتصادية.
يجب أن نتذكر باستمرار ولا ننسى تلك المقابلة التي قامت بها وكالة أنباء بلومبرغ مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع مطلع هذا العام وإشارة سموه في المقابلة بكل وضوح حول أهمية تنويع الاستثمارات مشيرًا إلى أنه في غضون العشرين عامًا المقبلة سيتحول اقتصاد المملكة عن الاعتماد على النفط بشكل رئيس ولذلك فإنه يجب علينا أن لا نواصل ربط اقتصادنا بتلك الأسعار وأن نبدأ من الآن نعود أنفسنا أن نعيش بمنأى عن متابعة تلك الأسعار وأن نجعل الارتفاعات والانخفاضات أمرًا تكميليًا وليس أساسيًا بالنسبة لنا وذلك خلال السنوات المقبلة.
قبل عشرات السنين كانت هناك العديد من الخطط الخمسية والتي كانت تكرر في معظمها ضرورة تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط كمصدر رئيس للدخل ولكن لم يتم تنفيذ تلك الخطط بالوجه المطلوب فوصلنا إلى ما وصلنا اليه اليوم، والآن وفي ظل الرؤية الجديدة التي أُعلن عنها وبرنامج التحول الذي تم إطلاقه نعود لنكرر ضرورة تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط كمصدر رئيس للدخل وحتى نحقق ذلك فيجب علينا من الآن أن نعود أنفسنا بأن لا نهتم بارتفاع أسعار النفط وأن نمضي في تطبيق الخطط الحالية للتحول لنخرج من سجن النفط إلى فضاء التنوع في مصادر الدخل.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store