Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

يصرون على «كهنتة» الإسلام !

سئمنا من أن الإسلام ككل وأحكام دينك الحنيف لابد لك من شيخ واحد يقر لك ما تفعله وما لا تفعله في كل صغيرة وكبيرة ،علماً بأن كثيراً ممن يمتطون المنابر اليوم يريد أن ينزلك على رأيه وما هو يؤمن به، وإن اخت

A A
سئمنا من أن الإسلام ككل وأحكام دينك الحنيف لابد لك من شيخ واحد يقر لك ما تفعله وما لا تفعله في كل صغيرة وكبيرة ،علماً بأن كثيراً ممن يمتطون المنابر اليوم يريد أن ينزلك على رأيه وما هو يؤمن به، وإن اختلف مع مذاهب أخرى ،مع أن الواجب على الداعية شرعاً وعرفاً وعلماً وتقوى أن يبين الخلاف في المسألة ولا مانع أن يترجح لديه ما يراه مناسباً له هو ولا يجبر غيره عليه لأن المسلم له الخيار فهو بين حالتين وهذا لكل مسلم موحد بالله عز في علاه ،إما مقلد وله الخيار فيما يختار من أقوال العلماء والمذاهب المعتبرة ،وإما مجتهد فبناء على علمه يترجح لديه قول ويأخذ به والإسلام لا كهنوت فيه ولا تابعية مطلقة وما قلت هذا إلا لأن البعض يقول اترك الكتابة فيما اختلف فيه ،جهلاً منه بأن الاسلام للكل وطالما أنت مسلم لك حق الخيار ،وأمثال هؤلاء يريدون أن يضللوا الآخرين وينزلوهم على أقوال المتشددين ويلزموهم بقول واحد ويخفوا الأقوال الأخرى المعتبرة وحقائق الدين الحنيف وسماحته وجماله ،وهؤلاء إما من التابعين الذين يتبعون بدون تفكر وإما جهلة بأمور دينهم، لذا تجد منهم التعصب ،والجهل الذي أقصده هنا ليس عدم المعرفة بل الإصرار على الخطأ وهذا اتباع للهوى وقد حذر منه الإله الكريم في كتابه المجيد وجعل الهوى إلهاً لهم وأيضاً حذر منه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
كما سبق وقلت إن باب التفلسف في الدين فتح مجاله أكبر مع وسائل التواصل الاجتماعي وأصبح كل من هب ودب يريد أن يملي رأيه وهواه على الآخرين مع أن أقوال العلماء المعتبرين الربانيين بين سطور الكتب في السلف والخلف .وللعلم حتى من يناقضهم من العلماء الربانيين المعتبرين يسفهونهم علما بأن لك الحرية فيمن تأخذ على شرط أن لا تنزل الآخرين على رأيك ،فمثلاً المقال السابق الذي أثار حفيظة البعض عن جهل منهم والذي فيه ردٌ على من قالت أنه لا خلاف في وجوب غطاء الوجه ،لم أنكر فيه على من يأخذ بوجوبه وأيضا بالمقابل يجب عدم الإنكار على من قال بعدم وجوبه ونخفي هذه الحقيقة لأنه مما يمليه علينا هوانا .
من هذا المنبر أطرح ما يمليه علي ديني إرضاء للرب ولا أخفي خلافاً ،ولا أنكر على من يتبع مسألة بقول معين ،ولكن أنكر على المدلسين الذين يريدون إنزال الناس ومعارفهم على قولهم جهلاً منهم بالدين وسماحته ويسمون ذلك «بحث علمي شرعي» تضليلاً وبهتاناً.
وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store