Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الهيئة العليا لمتابعة تنفيذ الوعود

عندما تقرأ بعض الأخبار وخصوصاً تلك التي تكون مصاحبة لبعض المؤتمرات أو ورش العمل أو التغطيات الصحفية التي ترتبط بتوقيع مذكرات التفاهم أو إبرام العقود أوغيرها من المناسبات المختلفة التي تكثر فيها الكامي

A A
عندما تقرأ بعض الأخبار وخصوصاً تلك التي تكون مصاحبة لبعض المؤتمرات أو ورش العمل أو التغطيات الصحفية التي ترتبط بتوقيع مذكرات التفاهم أو إبرام العقود أوغيرها من المناسبات المختلفة التي تكثر فيها الكاميرات وتضج بها وسائل التواصل الإجتماعية فإننا نسمع ضمناً العديد من الوعود كما نسمع بعض الأرقام الفلكية وخصوصاً مايرتبط بالتكلفة في حين تجد أرقام فرص العمل الذي يمكن أن تنتجه تلك المناسبات ومواعيد الإفتتاح مبهمة أو محدودة ومع مرور الوقت نجد بأن بعض تلك الوعود تتبخر وتصبح أحلاماً ليس لها أي حقيقة على أرض الواقع .
وعود كثيرة سمعناها من مسؤولين في مجالات مختلفة كالتعليم والصحة والإسكان والنقل وغيرها من المجالات المتعددة حتى إن البعض أصبح يسترجع صوراً لبعض القصاصات الصحفية لتلك الوعود والتي قد مضى عليها عشرات السنين ومع ذلك لم ترَ النور حتى هذه اللحظة ، وعلى الرغم من أن ( نزاهة ) سعت لمعالجة هذه الظاهرة من خلال إلزامها القائمين على المشاريع بوضع لوحات في مواقع تلك المشاريع تتضمن تاريخ الإنجاز وكلفته وغيرها من المعلومات الأخرى عن تلك المشاريع إلا أنه حتى تلك المحاولة قد باءت بالفشل .
من يتابع بعض الوعود والاتفاقيات التي تبرم اليوم يشعر بأن كثيراً منها لم يعد له قيمة ، وفي كل مرة نسمع بعض المسؤولين يصرح بوعد ما فيغلب على الظن بأنه أمر لن يتحقق خصوصاً وأن بعض الوعود تبدو ومن أول وهلة غير منطقية إطلاقاً إذ لاتوجد بنية تحتية لتحقيقها ولاتوجد كوادر بشرية مؤهلة لتنفيذها ولاتوجد أسس علمية حقيقية يمكن أن تبنى تلك الوعود على أساسها ،فهي في نهاية المطاف عبارة عن وعود وهمية غير حقيقية كان لابد من تقديمها في تلك المناسبة .
في عام 2011 أسس أحد المهتمين موقعاً على الإنترنت عنوانه ( بورصة الوعود ) وهو موقع يقوم برصد وعود المسؤولين في وسائل الإعلام من خلال وضع عداد للوعد الذي يطلق وقد تضمن الموقع استبياناً لزواره سأل من خلاله الجمهور بشأن هل المسؤولون يقومون بإنجاز الوعود التي يطلقونها وقد أجاب 89% إما أبداً أو قليل منها وقد لايكون هذا الاستبيان دقيقاً ولكنه بشكل عام هو مؤشر عن مصداقية تلك الوعود .
لعلنا يجب أن نفكر في أن يصدر تعميم يمنع بعض المسؤولين من تقديم أي وعد أو التصريح بأي بيان أو الإدلاء بأي أرقام عند التوقيع على أي مذكرة أو حضور أي مؤتمر أو ورشة عمل وفي حال ضرورة تقديم أي وعد من أي مسؤول فيجب أن يتم تأسيس هيئة عليا لمتابعة تنفيذ تلك الوعود التي تطلق من قبل بعض المسؤولين ومحاسبتهم عليها حتى بعد خروجهم من مناصبهم .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store