الأسبوع الماضي: بشائر وخيرات!

حمل الأسبوع الماضي إلى كلِّ مواطن في المملكة بشائر خير وعطاء ونماء لبلادنا الغالية. كانت البداية بالمشروعات النوعيَّة الكبرى التي رعى افتتاحها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- في المنطقة الشرقيَّة، وعددها خمسة مشروعات، فبالإضافة لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، تمَّ تدشين مشروع خريص العملاق، وهو أحد آخر الحقول الكبيرة العملاقة على مستوى العالم، ومشروع الحقل المغمور (منيفة) الواقع شمال الجبيل، وهو خامس أكبر حقول النفط في العالم، ومشروع معمل الغاز في واسط، والذي سيرفع طاقة معالجة الغاز في بلادنا بنسبة 20%. وأمَّا خامسها فهو مشروع حقل الشيبة الواقع في الربع الخالي.
تلكم قفزات كبيرة في مجال إنتاج النفط الخام، والمأمول أن يعقبها مشروعات مماثلة ضخمة في مجال تكرير النفط الخام؛ حتَّى يتحوَّل إلى منتجات مطلوبة، وبأسعار عالميَّة مضاعفة، مع إدراك أن العالم يحتاج المكرر أكثر من احتياجه للخام، وأن فائض المكرر قليل مهما تراجع الطلب، ومهما اشتد التنافس. شعوري بأنَّ القادم أجمل من حيث الاستفادة القصوى من منتجنا الرئيس الأوَّل أو الأوحد، والذي هو قوام اقتصادنا، وعماد حياتنا.
تلكم إنجازات على المدى الطويل! أمَّا على المدى السريع، فالتوصل لاتفاقيَّة أوبك في الأسبوع الماضي، حيث تمَّ الإعلان عن التزام الدول الأعضاء بخفض قدره مليونان ومائتا ألف برميل، وثلثمئة ألف أخرى تلتزم بخفضها روسيا. وبمجرد الإعلان ارتفعت الأسعار مباشرة، فاكتسبت أكثر من 10% من أرقامها المعلنة قبل الاجتماع. والمأمول أن يصمد الإعلان، وأن تلتزم كل الدول المعنيَّة بحصصها الجديدة خاصة العراق وسوريا.
ومن المؤمَّل أيضًا بلوغ سعر البرميل الواحد 60 دولارًا عمَّا قريب، حتَّى يمكن إعادة النظر في عدد من الإجراءات الترشيديَّة. ويُقال إنَّ الاحتفاظ بسعر 60 دولارًا للبرميل هو هدف كبير يسعى لإبقاء النفط الصخري خارج الإطار الاقتصادي المقبول، وبالتالي خارج دائرة المنافسة، وإن كان التنافس محمومًا سينتهي غالبًا إلى اكتشاف إبداعات تنقيبيَّة رائعة، وتقنيات حديثة مجدية.
أمَّا آخر هذا الأسبوع، فبياناته قادمة من اجتماع القمة الخليجيَّة المقبلة، وإنَّا لمنتظرُون!