Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

قطر.. التغيير والتأثير

على منتصف الشاطئ الغربي للخليج العربي تقع دولة قطر، مُشَكِّلةً شبه جزيرة تحوطها المياه من شرقها وغربها وشمالها، ويتصافح جنوبها البريُّ مع شقيقتها المملكة العربية السعودية التي حلَّ قائدُها خادم الحرمي

A A
على منتصف الشاطئ الغربي للخليج العربي تقع دولة قطر، مُشَكِّلةً شبه جزيرة تحوطها المياه من شرقها وغربها وشمالها، ويتصافح جنوبها البريُّ مع شقيقتها المملكة العربية السعودية التي حلَّ قائدُها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أمس الأول- ضيفًا عزيزًا على حكومتها وشعبها النبيلَين؛ لتبرهن الحكومتان والشعبان على ديمومة وصلابة العلاقات بينهما رغم تربص المتربصِين. مسيرة التغيير والتأثير في دولة قطر بدأت تظهر معالمها منتصف العام (1995م) حينما تسلم زمام إمارتها الشيخ (حمد بن خليفة آل ثاني) الذي جاء محملاً بعزيمة الشباب وطموح القائد، واضعًا نصب عينيه أن يجعل من قطر دولة مختلفة في مجالات التنمية الداخلية والسياسة الخارجية والآلة الإعلامية، وفق رؤية إستراتيجية وطنية شاملة. وبالفعل لم تمضِ سنوات حتى لَوَت قطر إليها الأعناق بولادة قناة إعلامية ضخمة ذات هوية عربية هي قناة (الجزيرة) التي شكَّلت -وقتها- الحدث الأكبر الذي هزَّ عروش الإعلام العربي التقليدي، وغيَّر كثيرًا من المفاهيم المترسخة في الذهنية العربية عن الإعلام وماهيته وأدواره.
ثم التفتت قطر إلى السياسة الخارجية، فعملت على التحرك بفاعلية على الأصعدة كافة بكل ثقة واقتدار. وبالتزامن مع السياسة الخارجية عملت قطر على النهوض بمجالات التنمية التعليمية والصحية والرياضية وغيرها، وكان شعارها في ذلك (الشفافية والمحاسبة) وصولاً إلى المُخرَج الأميز ،فكل مفاصل التنمية في قطر في حراك متسارع، وقد قطعت الجزء الأكبر من خط التغيير الإيجابي، رافعةً شعار الشفافية والمحاسبة التي لا تعترف إلا بالأداء والإتقان والجودة. أما التأثير فقد أصبحت قطر لاعبًا مؤثرًا في كثير من القضايا والأحداث، وأصبح لها ثقلها ومكانتها في المجتمع الدولي. المنصف لا بد أن يشيد بقطر ممثلة في نهضتها التنموية المتعاظمة، وفي شفافيتها ومحاسبتها، وفي مؤسساتها الإعلامية، وفي سياستها الحكيمة في قضايا عديدة غلَّبت فيها جانب الأُخوَّة، وفي وقوفها بجانب الحق ومساندتها للقضايا العربية والإسلامية ومنها مشاركتها التحالف العربي بقيادة المملكة بوجه المليشيات الحوثية؛ فلم تتردد ولم تتنحَّ جانبًا، وفي طموحاتها التي وصلت حد كسبها تنظيم كأس العالم (2022م). لا أتحدث عن دولة هبطت من كوكب آخر، إنما عن دولة (عربية إسلامية) شقَّت مسارَي التغيير والتأثير بنجاح واقتدار أورثا لحاسديها الكثير من الغيظ والكمد. ويبقى الإنسان القطري قطب الرحى في مسيرة التغيير والتأثير حينما وعى متطلباتها، وتناغم معها، فغدا مثلاً رائعًا في المصداقية والرقي والامتثال لظروف الانتقال لمستقبل أفضل.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store