Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

كرسي علمي باسم: عبدالمقصود خوجة

لمسة وفاء صادقة للأديب ابن الأديب الشيخ عبدالمقصود خوجة، قدمها الأخ الكبير والأديب اللامع الأستاذ الدكتور عاصم حمدان في زاويته العتيدة: «رؤية فكرية» في هذه الجريدة الغراء في عدد الثلاثاء 29/2/1438هـ،

A A
لمسة وفاء صادقة للأديب ابن الأديب الشيخ عبدالمقصود خوجة، قدمها الأخ الكبير والأديب اللامع الأستاذ الدكتور عاصم حمدان في زاويته العتيدة: «رؤية فكرية» في هذه الجريدة الغراء في عدد الثلاثاء 29/2/1438هـ، تحت عنوان: «عبدالمقصود خوجة، وضروب من العطاء الفكري والإنساني»، تحدث فيها عن جيل الرواد من الأدباء السعوديين من أمثال محمد سرور الصبان وعزيز ضياء، وأوضح أنه بعد هذا الجيل مرت حقبة على أرباب الكلمة دون أن يكون لهم في مسيرتهم أب روحي ورائد حتى ظهر اسم الشيخ عبدالمقصود خوجة، الذي كان والده محمد سعيد عبدالمقصود من جيل الرواد، وتحدث د. حمدان عن اثنينية عبدالمقصود خوجة ودورها الثقافي العالمي فهي تعدت به الدور المحلي والعربي إلى دور عالمي يعرفه الجميع، ونوه بتكريم هذا الأديب الكبير في مؤتمر الأدباء الخامس. وتلك خطوة في تكريم هذا الأديب الكبير، لابد من أن تتبعها خطوات لنوفيه بعض حقه من التكريم، فقد كرم مؤسس الاثنينية خلال أكثر من ثلاثة عقود ما يقترب من خمسمائة شخصية من المفكرين والمثقفين والأدباء والمبدعين ذكورًا وإناثًا من كل أقطار الدنيا مع تركيز واهتمام بأبناء الوطن وبناته. دون أي تحيز أو تمذهب أو تسييس، وقد صدرت فعاليات التكريم في مجلدات ضخام تتجاوز ثلاثين مجلدًا، ناهيكم عن طباعة ما يزيد عن مائة وخمسين مجلدًا تتجاوز صفحاتها سبعين ألفًا من أعمال المكرمين وسواهم من رواد الحركة الفكرية والأدبية والثقافية في العالم أجمع، ومؤسسة الاثنينية الرائدة مؤسسة فريدة على مستوى العالم كله، كما سمعت من عشرات من روادها من العرب وغيرهم خلال ارتيادي لها على مدى عشرات السنين.
أما مؤسس الاثنينية فهو أديب ابن أديب كما أسلفت وليس صديقًا للأدباء فحسب، وأذكر أنني وكثيرًا من أقراني كنا نترقب كلمته في كل أمسية من أمسيات الاثنينية لنشنّف آذاننا لسماع تعريفه بضيفه في كل مرة.
نستمع إلى ذلك الصوت الرخيم واللسان الفخيم والعبارات الأنيقة واللغة المستقيمة والقولبة البلاغية غير العادية لمراحل مسيرة الضيف لا يمكن مضاهاتها. حتى أصبح أسلوبه فنًا قائمًا برأسه في تقديم السيرة الذاتية، لابد من أن يدرس في أقسام اللغة العربية وفي كل فروع اللغة والأدب. ذلك عبدالمقصود خوجة الأديب، أما أبومحمد سعيد الإنسان، فملامحه أكثر وضوحًا وإشعاعًا يراها كل من ارتاد مجلسه ولو لمرة واحدة، فهو يقوم لكل من وصل للمجلس رغم مرضه وتعبه، وقد يقوم من كرسيه في المنصة كثيرًا لاستقبال أو وداع بعض الحاضرين، وعباراته المكية العذبة الجميلة تطرب لها الأذن وتعشقها القلوب: «على بيتنا نور»، «آنستونا»، وعباراته الأخرى الشهيرة تحمل عبق كرمه وأصالته «ليس لي في مجلسكم هذا إلا هذا الكرسي الذي أجلس عليه»، وقد ألمح أخي الدكتور عاصم في مقالته إلى كثير من مواقفه الإنسانية ومكارمه الأخلاقية الاستثنائية، وقد عشت بعضًا منها بنفسي حين أجريت عملية قبل بضع سنوات فأتى إليّ منذ اليوم الأول وكان متعبًا وجلس معي جلسة الأب والأخ لفترة غير قصيرة وهو يتكئ على «بسطونه» الجميل الفخيم فأزالت زيارته كل أوجاعي وآلامي. وذلك دأب أقرانه من أهل مكة من أبناء جيله الكرام مثل الشيخ أحمد زكي يماني وسواه.
وبعد، فقد أغلقت الاثنينية أبوابها لعامين أو يزيد بسبب مرض مؤسسها الأديب الرائد المخلص لدينه ووطنه، وهو يستحق فيضًا من التكريم وفيضًا من الدعاء، وأطرح في هذه المقالة فكرة أجد فيها كثيرًا من التكريم لهذه الشخصية الفذة، وهي أن ينشأ كرسي علمي باسم عبدالمقصود خوجة لدراسات الأدب السعودي، في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، لأنها رائدة الكراسي العلمية في الجامعات السعودية، لمدة ثلاث إلى خمس سنوات يشرف عليه أستاذ مختص، وتصدر عنه بحوث متميزة رصينة في الأدب السعودي إضافة إلى عقد الندوات وتقديم المحاضرات، ويمكن للشيخ عبدالمقصود أن يموّله بنفسه أو يموّله بعض الموسرين تكريمًا له واهتمامًا بأدبنا السعودي العظيم.
لقد أحسن زميل العمر البروفيسور عاصم حمدان بأن بادر بالكتابة عن هذا الأديب الكبير وفتح الآفاق أمام تلمس الوسائل الكفيلة في إعطائه بعض حقه من التكريم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store