عام السعادة

وحدث يومًا أنَّ رجلاً مؤمنًا قرأ، واستعاذ، وبسمل،
فأنزل اللهُ له نورًا يهدي به الناس
فولدنا نحن
شرق المغضوب عليهم
وغرب الضَّالين
فكُنَّا الوسطيين مَن أنعم الله عليهم
لنكون شهداء على الناس
ويكون الرسولُ علينا شهيدًا
«بأبي أنت وأمّي يا سيِّدي يا رسول الله».
*****
حين رفع إبراهيمُ القواعدَ من البيت، وإسماعيل معه،
ثُمَّ قال: رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ!
بالله عليكم.. كيف لو أنَّه توقَّف هنا، ولم يُكمل ليقول:
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ
بربكم قولوا لي أيّ عدمٍ كان لينتظرنا؟
وأيّ تيه لولا أنْ تداركنا اللطيفُ
إلاَّ أنَّه كما للموت أسبابٌ متعدِّدةٌ
فللحياةِ ميزاتٌ
أسماها فضل النور على الظلام!
*****
لو أنَّ لي صلاحيَّةً
لغيَّرتُ مُسمَّى ذلك العام، الذي وُلد فيه النُّور المحمَّديُّ
هم يقولُون إنَّه عامُ الفيلِ
وأنا أقولُ بل هو عامُ السَّعادةِ
إلاَّ أنَّ برحيله عنَّا
قد عَمَّ علينا الشَّقاءُ.. وعام!
*****
الحياة جافة
وما من أحد لا يرطِّب لسانه بالصلاة على الحبيب
فهو يعيش كالغارق بالظلمة، والنور من حوله!
كالأخرس في حوارٍ دائم مع أهل السماء
يقولون له وهو فاغرٌ فاه
يا مسكين..
أنت لا هو.. الخسران!
*****
في سفر التكوين
طلب اللهُ من نوح أن يبني سفينة
لأنَّ الرَّب غضب من الحجم الكبير للشرِّ الذي أحدثه البشرُ على الأرض
لذلك قرَّر اللهُ أن يمحو كلَّ مَن على وجه الأرض
لكنَّ نوحًا كانت له مكانةٌ عند ربِّه
فتقرَّب إلى ربه بقربان، فتقبَّله اللهُ منه، وأنقذ ما تبقى من البشر
اليوم الكل أمام حقيقة طوفان قادم
ولكن ثمّة سفينة واحدة للنجاة
هي اتِّباع هذا الرسول الأميِّ والنور الذي أنزل معه
ومحبته
هذه حقيقة آن للمنافقين الاعتراف بها!
*****
يا سيّدي يا رسول الله
إنَّنا نُفتن في كل عام مرَّة أو مرَّتين وربما أكثر
ثمَّ لا يتوب بعضنا ولا يتذكَّر
وإذا حدَّث بعضنا عنك انصرف بعضنا
فصرف اللهُ قلوبهم، وصارت شتَّى
يا سيدي إنَّنا نُقرُّ بأنَّك قد جئتنا من أنفسنا، عزيز عليك ما عنتّنا
حريص علينا
بكلِّ المؤمنين رؤوف رحيم
ولكن ماذا نقول يا سيدي سوى.. عذرًا منك
وحسبنا الله، لا إله إلاَّ هو عليه، توكَّلنا وهو رب العرش العظيم.
*****
الحنين مسامرة الغائب للغائب
هكذا يقول محمود درويش
ولكن ماذا تُسمِّي يا محمود
مسامرة الغائب الممتلئ بالحضور؟!