ويلٌ للجواسيس...

عمليات التجسس في منطقة الخليج تتزايد يومًا بعد يوم، وتختلف تخصصات أفراد تلك الشبكات وتتنوع مجالاتهم، ولكنها في نهاية المطاف تجتمع في مصدر واحد وهو انتماؤهم وولاؤهم لإيران.
الأسبوع الماضي أُعلن عن إصدار المحكمة المتخصصة في الرياض حكمها الابتدائي بإعدام 15 مدانًا في خلية التجسس الإيرانية، والتي ضمت 32 شخصًا، وقد أشار موقع (العربية نت) أن معظم المدانين يعملون في السلك العسكري والدبلوماسي، وقد ضمت تلك الخلية 30 سعوديًا، إضافة إلى إيراني وأفغاني، كما جاء النطق بالحكم بعد 10 أشهر من إجراءات المحاكمة، و160 جلسة، وقد شارك فيها قرابة 100 محامٍ.
الدولة تحرص باستمرار على مساواة المواطنين في مجال العمل، غير أن بعض الأعداء في الخارج يستغلون مثل هذه المساواة لزرع جواسيس في الوسط الاجتماعي والثقافي والصحي والعسكري، وهذا ما تضمنته أبرز التهم الموجهة إلى تلك الخلية، إذ ذكر الخبر أن من ضمن التهم تكوين خلية تجسس بالتعاون والارتباط والتخابر مع عناصر من المخابرات الإيرانية، وتقديم معلومات في غاية السرية. والخطورة في المجال العسكري تمس الأمن الوطني للمملكة ووحدة وسلامة أراضيها وقواتها المسلحة، ومقابلة بعض عناصر تلك الخلية مرشد إيران علي خامئني بالتنسيق مع عناصر المخابرات.
الأمن القومي للبلاد مُقدَّم على أي شيء آخر، ولابد أن نقف بالمرصاد ضد كل من يستغل وظيفته أو منصبه للنيل من أمن واستقرار الوطن، كما يجب أن نواجه كل من يريد أن يستغل الحقوق الدولية والقيم والمفاهيم العليا في النيل من استقرار هذا الكيان، وأن نُفرِّق ونضع حدًا فاصلًا، ونُميِّز بين من يدّعي تلك الحقوق وبين مَن يستخدمها من أجل أغراض أخرى لخدمة أجندات مختلفة داخلية وخارجية.
إيران كانت ولازالت تعمل جاهدة من أجل عدم استقرار منطقة الخليج، وهي تعمل كل ما في وسعها لتحقيق هذا الهدف سواء من خلال التحالفات الدولية أو دعم المليشيات في بعض الدول لإثارة الاضطرابات، أو حتى خلق الأزمات السياسية أو الاقتصادية، إضافة إلى سعيها لزرع شبكات تجسس في دول الخليج وإغداق الأموال عليها لتوسيع نفوذها، ولم يقتصر هذا الأمر على دول الخليج، بل سعت إلى اختراق شرائح أخرى في إفريقيا من خلال وضع غطاء ديني لتمرير مشروعها السياسي.
قرار المحكمة المبدئي بإصدار حكم الإعدام على 15 مدانا رسالة هامة لكل الجواسيس والعملاء والخونة على أرض هذا الوطن، بأن الويل لهم والموت سيكون حتفهم إن واصلوا المضي في هذا الطريق، وخانوا وطنهم وباعوه للأعداء.